الخميس، 11 ديسمبر 2008

شكرا لك جدتى


كنت فى نزهة ذات يوم مع صحبة لى .... وكان أن صنعوا لعبة تتلخص فى أى يختار كلا منا ورقة وتجيب على السؤال الموجود بها ....فوقع أختيارى على سؤال " اذكر قصة مؤثرة من خيالك او من واقع حياتك ".... الحقيقة ان فى ذلك الوقت لم يخطر فى بالى أى شىء ... لكن عندما أخذت وقتى فى التفكير ترى ما هو أكثر شىء أستطيع تذكره قد اثر فى حياتى كثيرا وكان يجعلنى أكثر سعادة ... فتذكرتها .... جدتـــــــــــــى

كنت وأنا صغيرة من الذين يطلقون عليهم لقب " الكارثة المتحركة " ... قنبلة موقوتة تجرى هنا وهناك وتحطم أى شىء مسكين يقع فى يديها ...... ( يا ترى أكسر دى الأول ولا دى ) .... طبق مكسور ... كاسيت محطم ... ملابس ملقاة على الأرض .... يعقبه صراخ فى وجهى ان ارحمهم قليلا من خسائرى الفادحة ... تعبوا كثيرا فى ترويضى .... لكن فى خضم ذلك أذكر شيئا لا أعتقد انى من الممكن ان انساه .... اذكر انه فى مرات عديدة وبعد ان اكون قد أرتكبت مجموعة من الجرائم اياها كنت أنام قليلا .... وعندما أستيقظ أجد يدا حانية تربت على رأسى وأسمع صوت همس يتردد فوقى .... لم أكن أتبينه فى البداية .... لكن عندما أفيق قليلا ودون أن أفتح عينى أكتشف انها جدتى تقرأ على أيات من القرءان الكريم .... نعم لم أجد شعورا بالراحة والطمأنينة مثل ذلك الوقت .... كم أفتقد كثيرا لتلك اللمسات .... نعم لا أذكر اننى عشت معها فترة طويلة فقد توفيت وأنا فى بلد اخر .... ولكن ما اذكره انها كانت اطيب شىء وقعت عليه عيناى ....

كنا فى صباح العيد نستيقظ ونسارع الى ملابس العيد فاجدها وقد أرتسمت على شفتيها أبتسامة حانية وتعطينا العيدية والتى كانت دائما أكبر من عيدية أى أحد أخر .... كان لها أجمل طعام تذوقته فى حياتى .... ربما يوجد فى مطاعم عالمية من يتفنن فى صنع وتزيين الطعام ...أكلات من الشرق والغرب ..... لكنه لن يكون ابد بنفس الدفء والحب الذى كنت اشعر بهما كلما جلست على مائدتها .... عندما مرضت مرضا شديدا وجلست طريحة الفراش ما يقرب من شهر شعرت بوحدة قاسية ... وضعوا بجوارى كل شىء .... تلفزيون ... تلفون ..الخ .... لكنى كنت أريد أحدا يشعرنى بالامان .... فكانت هى بجانبى تعتنى بى وتهتم لأمرى ... بكيت كثيرا عندما أضطرت ان تتركنى وتذهب الى منزلها ..... كانت منبع من الحنان أشتاق الى أن أخذ منه ولو قطرة واحدة الأن ....

جدتى ..... ربما لم أكن قد عشت معك لمدة طويلة ... ربما لم أشاهدك وأنت شابة صغيرة ... لكنى على يقين أنك كنت جميلة ورائعة .... ربما لم أجد الوقت حتى أرتمى فى أحضانك وأسمعك تسردين على حكايات وأساطير الماضى حتى تغمض عيناى وتتمنى لى ليلة سعيدة كما يفعل الاطفال دائما ...

لكن يكفينى ما تركتيه بداخلى من حب ....

وحيثما كنت الأن أرجو من الله أن تكونى سعيدة وهانئة ....

كما كنت فى حياتك سببا لهناء الأخرين ......

حفيدتك

ســــــــارة