المشهد : غرفة صغيرة ... ستائرها بيضاء ... أجهزة صغيرة وكبيرة تتصل بذلك السرير الذى يقبع هناك فى جانب الغرفة .... يرقد عليه جسد صغير لايكاد يظهر من تحت الغطاء
هناك أناس تقف بجواره .... أنهم يذرفون الدموع رحمة وشفقة لما آل اليه حاله ولما فعله به وحوشا ضارية وليس بشرا .... ثم لا يلبثوا أن يستديروا خارجين يضربون أيديهم كفا بكف وهمسات تخرج من أفواههم "حسبى الله ونعم الوكيل "
لكن تعال نرجع مرة اخرى الى هذا السرير .... نكشف الغطاء عن هذا الجسد .... يا له من طفل صغير جميل ... ترى بماذا يشعر الأن وما هى قصته ؟
نقترب أكثر .... الى داخل عقله .... ربما نرى ما يخبرنا عن حاله .... فلنذهب الى ذلك الباب هناك حيث تقبع ذاكرته .... ما هذا الخراب!!!... ما تلك الأم التى تصرخ فى أولادها أن يجروا بعيدا بأقصى سرعة ... أنها تحمل رضيعا وتتثبت به كما لو كانت تتثبت بالحياة ذاتها ...ثم حدث انفجار ... لقد كان رهيبا ... أطاح بها وبأثنين من أولادها ... أنه هناك ... ذلك الطفل الصغير .... ينظر أليها ... يصرخ : أمى ..أمى لكن ما من مجيب ... يجرى هنا وهناك ... يبحث عن احدا يحتمى به ...أحدا يضع يده الصغيرة المرتجفة فى يده ويجرى معه ... ثم رآها ... كانت بيضة كبيرة .... أنها تلك البيضة التى قتلت أمه ... أنه لا يعرف ما هى لكنه يعرف أنها شريرة .... أراد أن يهرب بأقصى سرعة ... وهى تقترب وتقترب .... وهو يجرى و .................................. أنتهى كل شىء
حسنا لم يعد هناك شيئا يذكر ... فالغرفة بعد ذلك خاوية .... فلنذهب الى مكان آخر .... ما هذا ... أليس تلك غرفة الأحلام؟؟؟ ... أليست فى العادة جميلة؟؟ !!! ... أليست فى العادة ليس هناك غرفة اجمل منها ؟؟؟ ... ما لها مدمرة تماما كما لو كان هناك جيشا دخلها فسحقها !!!! ..... لكن لا بأس لندخل .... ما أجمل تلك المدرسة الكبيرة... وتلك الأطفال التى تلعب وتجرى لا تكاد تخاف من أى شىء سوى أن تُمسك فى الاستغماية .... من هذا الطبيب ؟؟؟ ... أنه يشبه ذلك الطفل الصغير ولكن أكبر سنا ... أن فى يده جائزة كبيرة تشبه جائزة نوبل .... يبدو انه قد حصل عليها ... وتلك المرأة التى رأيناها تصرخ ....أنها واقفة بجواره تحتضنه وتقبل خديه ... ما أجمل ذلك المكان الذى يقف فيه .... خضرة وزرع فى كل مكان ... مبانى ومدارس ومستشفيات .... ما تلك البلد ... أنها تبدو كبلد الأحلام ..... لكن للأسف تلك الغرفة دُمرت تماما لم يبق بها سوى تلك الصور القليلة ولا شىء أخر .... لم يعد هناك شيئا لنراه ...فلنذهب الى مكان أخر
انظر الى تلك الغرفة هناك ... أين ؟؟؟ ... هناك .... أن بابها كبير للغاية ... تعال نقترب منها .... أمممممم .... أن قفلها عنيد ... فلنحاول كسره .... لا جدوى .... حسنا لنحاول مرة أخرى .... لا فائدة ... عدنا المحاولة الالاف المرات لكن كل مرة يبدو الباب أكثر عنادا .... بعد أن أنهكتنا المحاولة ... لاحظنا وجود لافتة صغيرة على الباب لم نرها من قبل .... لافتة سطرت حروفها من ذهب ...أنها تقول
"لقد دمرتم أحلامى وقتلتم أعز الناس ألى.... لقد دمرتم جسدى الذى لم يكن بأية حال فى حجم دباباتكم وبيضتكم ....لكنكم لم ولن تدمروا أبدا باب أملى وصمودى ولو بأكبر بيضة عندكم "
توقيع
طفل من غزة