برغم ما يبدو في الظاهر من بعض الفوارق و برغم غني الاغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاء الدنيوي متقارب ....
فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر و لو دخل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأي عدل الموازيين الباطنية برغم أختلال الموازيين الظاهرية و لما شعر الجسد ولا بحقد و لا بزهو و لا بغرور ... انما هذه القصور و الجواهر و الحلئ و اللالئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب ... و في داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات و الآهات الملتاعة و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق ...
فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر و لو دخل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأي عدل الموازيين الباطنية برغم أختلال الموازيين الظاهرية و لما شعر الجسد ولا بحقد و لا بزهو و لا بغرور ... انما هذه القصور و الجواهر و الحلئ و اللالئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب ... و في داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات و الآهات الملتاعة و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق ...
لو أدرك السارق هذا الادراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفه الكذاب لما كذب و لو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة النفس و لسعينا في العيش بالضمير و لتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في باطن الأمر و محصولنا من الشقاء و السعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات ... فالعذاب ليس له طبقة و أنما هو قاسم مشترك بين الكل يتجرع منه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية تتساوي الكؤوس برغم اختلاف المناظر و تباين الدرجات و الهيئات ...
وليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء وأنما اختلاف مواقف فهناك نفس تعلو علي شقائها و تتجاوزه و تري فيه الحكمة و العبرة و تلك نفوس مستنيرة تري العدل والجمال في كل شئ و تحب الخالق في كل أفعاله ... وهنالك نفوس تمضغ شقاءها و تجتره و تحوله الي حقد أسود وحسد أكال و تلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها و المتمردة علي أفعاله و كل نفس تمهد بموفقها لمصيرها النهائي في العالم الآخر حيث يكون الشقاء الحقيقي أو السعادة الحقيقية فأهل الرضا الي النعيم و أهل الحقد الي الجحيم ...
أما الدنيا فليس فيها نعيم و لا جحيم الأ بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوي الكؤوس التي يتجرعها الكل في تعب فأنما الدنيا أمتحان لأبراز الموافق فما أختلفت النفوس الأ بمواقفها و ليس بالشقاء و النعيم أختلفت و لا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت و لا بما يبدو علي الوجوه من ضحك و بكاء تنوعت فذلك هو المسرح الظاهر الخادع ...
و تلك هي لبنة الديكور و الثياب التنكرية التي يرتديها الابطال حيث يبدو أحدنا ملكا و الأخر صعلوكا و حيث يتفاوت أمامنا المتخم و المحروم ... أما وراء الكواليس أو علي مسرح القلوب في كوامن الأسرار و علي مسرح الحق و الحقيقة فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم وأنما عدل مطلق واستحقاق نزيه يجري علي سنن ثابتة لا تختلف حيث يمد الله يد السلوي الخفية يحنو بها علي المحروم و ينير بها ضمائر العميان و يلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات و يعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم ... ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس علي بصائر المترفين و يوهن قلوب المتخمين ويؤرق عيون الظالمين ويرهل ابدان المسرفين و تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم و النسمات المبشرة التي تأتي من الجنة ...
وليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء وأنما اختلاف مواقف فهناك نفس تعلو علي شقائها و تتجاوزه و تري فيه الحكمة و العبرة و تلك نفوس مستنيرة تري العدل والجمال في كل شئ و تحب الخالق في كل أفعاله ... وهنالك نفوس تمضغ شقاءها و تجتره و تحوله الي حقد أسود وحسد أكال و تلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها و المتمردة علي أفعاله و كل نفس تمهد بموفقها لمصيرها النهائي في العالم الآخر حيث يكون الشقاء الحقيقي أو السعادة الحقيقية فأهل الرضا الي النعيم و أهل الحقد الي الجحيم ...
أما الدنيا فليس فيها نعيم و لا جحيم الأ بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوي الكؤوس التي يتجرعها الكل في تعب فأنما الدنيا أمتحان لأبراز الموافق فما أختلفت النفوس الأ بمواقفها و ليس بالشقاء و النعيم أختلفت و لا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت و لا بما يبدو علي الوجوه من ضحك و بكاء تنوعت فذلك هو المسرح الظاهر الخادع ...
و تلك هي لبنة الديكور و الثياب التنكرية التي يرتديها الابطال حيث يبدو أحدنا ملكا و الأخر صعلوكا و حيث يتفاوت أمامنا المتخم و المحروم ... أما وراء الكواليس أو علي مسرح القلوب في كوامن الأسرار و علي مسرح الحق و الحقيقة فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم وأنما عدل مطلق واستحقاق نزيه يجري علي سنن ثابتة لا تختلف حيث يمد الله يد السلوي الخفية يحنو بها علي المحروم و ينير بها ضمائر العميان و يلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات و يعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم ... ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس علي بصائر المترفين و يوهن قلوب المتخمين ويؤرق عيون الظالمين ويرهل ابدان المسرفين و تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم و النسمات المبشرة التي تأتي من الجنة ...
مقطع من مقالة "العذاب ليس له طبقة " للمفكر الرائع مصطفى محمود
1 التعليقات:
يا الله يا سارة...بجد مفالة أكثر من رائعة ومعنى عميق للغاية, أتمنى لو نشوفه كلنا و نفهمه, بس للأسف هي دي الطبيعة البشرية. نأخذ بالمظاهر الخارجية فقط.رحم الله الدكتور النابغة مصطفى محمود و جزاكي كل خير لنقل مقالته :)
إرسال تعليق