حينما تأخرت على زفتك وركضت كى الحق بك واملى عينى منك لم اكن قد استوعبت انك قد كبرت واصبحت عريسا يبهر الانظار ...
حينما أنتهت حفلتك و سلمت عليك لم اكن قد وعيت انى سأرجع للبيت من غيرك ...
بل حينما ركبنا السيارة واخذنا نتحدث عن الفرح وأجمل عريس واحلى عروس لم أفهم حقيقة اننى سأستيقظ اليوم التالى ولا اجدك نائما فى سريرك وهاتفك لا يكف عن الرنين ويوقظ كل من بالمنزل الا انت ...
لكن حينما أخذت اقلب صورك داخل ذاكرتى ورأيتك أيام طفولتنا أنا وانت وكأنك ماثل أمامى بالكرة تتلقفها وابتسامتك تكاد تأكل الصورة بأكملها ... ثم وانت تذهب الى ركن المكتبة حيث يقبع رجل المستحيل وتظل تقرأ فيها بالساعات لدرجة ان يخبرنى شخص فى المكتبة "مش انتى اخت الولد اللى بيقرأ رجل المستحيل"... ثم وانت تعلن الحرب على بطة لأنها أجارت على بلدك سيمونو وجرؤت ان تنتهك حرمة هذا السرير (اااه اقصد الوطن) ثم نبحث عن مفاوضات الصلح التى تقتضى ان نتبادل رموز أوطاننا الممثلة فى صور ميكى وبطوط ... فقط حينها عرفت الدموع طريق عينى
ربما لم نتحدث كثيرا فى الفترة الاخيرة وانشغل كلا منا بحياته وعمله ... ربما شعرت ان مسافات الزمان والمكان وظروف الحياة قد تنسى الانسان من يحب ... لكن حينما كنت اجلس اليك وافضفض لك حالى لم اكن ارتاح الا لرأيك ومشورتك ... كنت اشعر انى اسعد انسانة فى العالم التى تملك مثل هذا الاخ والصديق ذا العقل الراجح والرأى الذى يطمئننى ويخفف عنى ويشعرنى ان لا شىء يستحق كل هذا القلق ... اذكر يوما كنت اتألم للغاية واكاد ابحث عن كلمة تهون على فلا اجد من كلام الناس ما يريحنى رغم ما يحاولون ... فقط عندما جلست معك وحادثتك وأستمعت الى وناصحتنى شعرت بالأمان وكأن بلسما قد ازال كل الألم والحزن الذى بداخلى ... أكاد اذكر ذلك اليوم الذى ودعتكم فيه وانتم مسافرون وتاركونى مع ابى ... كنت اودعهم واحدا واحدا فى صمت وعينى تتابعهم دون ان اذرف دمعة ... ولكن حينما سلمت عليك وتركت يدى وذهبت لم ادرى بنفسى الا ودموعى تنهمر منى ... شعرت ان جزءا غاليا على قد ترك يدى وذهب ... احسست انى احبك اكثر مما كنت اتصور ... عرفت من هو رفيق الطفولة والصبا ... من الذى كنت اجرى وراءه كظله واعجب بكل ما يفعل وندخل معا فى مغامرات تكاد تقضى علينا ونركب معا المترو لحلوان ونظل نجرى ونلعب فيها ... من الذى أحببت البسلة التى يحبها وظللنا نسهر لنشاهد معا "ما يطلبه المشاهدون" حتى الرابعة فجرا دون كلل او ملل ... من الذى كنت أذهب معه للمكتبة ونظل نتسلل فى دور الكبار بكل هيبة ونتفنن كيف نهرب من الحارس حتى ندخلها ... ان تلك الايام يا أعز الناس كانت احب ايام حياتى الى ... واننى لأفتقد كل لحظة فيها وكلما تذكرتها أبتسمت روحى واشرقت نفسى وظللت اتذكر كل تفصيلة صغيرة فيها لأنها أغلى اللحظات واسعدها الى
لكن اتدرى لما كانت هكذا ...
لأنك كنت دائما ...
ظاهرا فى الصورة تضحك الى ...