المشاعر تتطور ... انك فى
البداية تأتى إلى الدنيا بريئا طاهرا مليئا بحب الناس والحياة ... تعامل
الناس بكل عفوية لأن الكلمات والأفعال عندك بسيطة لا تحمل سوى معنى واحد
ولا يرافقها قاموس مرادفات ... عندما يقدم لك احدهم حلوى فذلك معناه انه
فعل شىء اسعدك فقط لا يعنيك لما فعل هذا
وماذا يريد منه وما تبعات قبولك او رفضك ... ثم يمر بك الوقت فتقابل هذا
وذاك وتكتشف ان للشر معانى ايضا وان ترجمان الغدر والزيف والقسوة يتكرر فى
صفحة الناس مئات المرات فتتراجع كثيرا عن الثقة بهم وتغدو خطواتك فى الحياة
حذرة كى لا تفع فى شرك ما او تُجرح من حيث تعود الأنسان ان يهاجم فى اضعف
نقطة فيه ..قلبه !!
لكن الأنسان يعتاد ذلك ويدرك انه مضيعة للوقت ان يحاول فهم تلك الصفحة بشكل آخر وقد تعلمها وحفظها من فرط ما تكررت كلماتها فيبدأ فى الزهد فيها وقراءة ما بعدها ولا يعود لذات الصفحة من الحياة ولا يحفل بها .. فقد فهم الناس بما فيهم من نقص وتناقض ومحاولات مترددة غير كاملة للحب والعيش بسلام ومحاولات اكثر اقداما وعنفا لرفض وازاحة الأخر لأن ذلك فى اقتناعه هو الوسيلة الأضمن للحياة ... ثم يبدأ الأنسان فى تقليب صفحات اخرى وتصير رغبته لمعرفة الكون اهم من الوقوف والتمعن فى صفحة قد ملها وزهد فيها منذ زمن ... لكن من يقرأ كثيرا يتطور ... ومن يقلب صفحات مشاعره فأنها تتطور وتنضج معه ايضا !!
فأنت حينما تقطع شوطا طويلا فى كتاب الحياة تجد ان ما فهمته وادركته منه جعلك تضع صفحة الناس فى مكانها الصحيح بين الباقى وتدرك انها تكمل الكتاب وتتأثر به ... تشعر انها جزء لا يتجزأ من فهمك للحياة فتعود إليها مرة اخرى ولكن عقلك وقلبك تلك المرة قد فهم ان حكمة الله فى الكون اعظم من تختزل فى معانى ومرادفات فقيرة قليلة يرددها الناس... وان الحياة واسعة وكل كلمة وكائن فيها هو سر آخر يكمل لغزها وجمالها ... انك لن تقرأ صفحة البشر بذات الطريقة ولا بنفس القناعة ... ولا تقرأها لأنك تحاول ان تتعايش معهم او توجد لنفسك مكانا بينهم فلقد غادرتهم منذ زمن بالفعل حينما زهدت فيهم واعتزلت البشر زمنا كى تصاحب الحياة... حينما تقرأها تلك المرة فأنك لا تنظر لصغائرهم ونواقصهم بل بعين المسامح المشفق الذى فهم انهم يحاولون مثل اى انسان ان يتجاوز ما يشقيه ويعود ولو لمرة للمعنى الفطرى للكلمات ...
لكن الأنسان يعتاد ذلك ويدرك انه مضيعة للوقت ان يحاول فهم تلك الصفحة بشكل آخر وقد تعلمها وحفظها من فرط ما تكررت كلماتها فيبدأ فى الزهد فيها وقراءة ما بعدها ولا يعود لذات الصفحة من الحياة ولا يحفل بها .. فقد فهم الناس بما فيهم من نقص وتناقض ومحاولات مترددة غير كاملة للحب والعيش بسلام ومحاولات اكثر اقداما وعنفا لرفض وازاحة الأخر لأن ذلك فى اقتناعه هو الوسيلة الأضمن للحياة ... ثم يبدأ الأنسان فى تقليب صفحات اخرى وتصير رغبته لمعرفة الكون اهم من الوقوف والتمعن فى صفحة قد ملها وزهد فيها منذ زمن ... لكن من يقرأ كثيرا يتطور ... ومن يقلب صفحات مشاعره فأنها تتطور وتنضج معه ايضا !!
فأنت حينما تقطع شوطا طويلا فى كتاب الحياة تجد ان ما فهمته وادركته منه جعلك تضع صفحة الناس فى مكانها الصحيح بين الباقى وتدرك انها تكمل الكتاب وتتأثر به ... تشعر انها جزء لا يتجزأ من فهمك للحياة فتعود إليها مرة اخرى ولكن عقلك وقلبك تلك المرة قد فهم ان حكمة الله فى الكون اعظم من تختزل فى معانى ومرادفات فقيرة قليلة يرددها الناس... وان الحياة واسعة وكل كلمة وكائن فيها هو سر آخر يكمل لغزها وجمالها ... انك لن تقرأ صفحة البشر بذات الطريقة ولا بنفس القناعة ... ولا تقرأها لأنك تحاول ان تتعايش معهم او توجد لنفسك مكانا بينهم فلقد غادرتهم منذ زمن بالفعل حينما زهدت فيهم واعتزلت البشر زمنا كى تصاحب الحياة... حينما تقرأها تلك المرة فأنك لا تنظر لصغائرهم ونواقصهم بل بعين المسامح المشفق الذى فهم انهم يحاولون مثل اى انسان ان يتجاوز ما يشقيه ويعود ولو لمرة للمعنى الفطرى للكلمات ...