الأربعاء، 22 أغسطس 2012

ها هى قد ارتدت السواد مرة اخرى ... ما هذا الجنون!!!

ذات يوم كنت اسير فى الشارع بعد موقف حدث لى لم اكن موفقة فيه بدرجة كبيرة ... المهم شعرت بشىء غريب للغاية ... وجدت نفسى بداخل فيلم انا بطلته وان كل ما حولى اسود واننى (ياللهول) لا اهتم بذلك كثيرا ... واذا بألحان مسلسل تركى كئيب تدوى فى رأسى لتخبرنى ان "مابقتش تفرق سونا من سونيا" ... مشيت منكسة رأسى لا اريد ان ارفع عينى لأرى الدنيا والشمس المتوهجة فوقى ... استغربتنى للغاية ... ما الذى حدث ... لم يكن الموقف الذى مررت به يتطلب كل هذا القدر من المونتاج والتصوير والاخراج ... ما كل تلك المشاعر السلبية التى باغتتنى فجأة فركلت سعادتى وطردتها بعنف هكذا ...  لما كل هذا الضيق والأحباط ... وعندما لم اجد اجابة لتلك الاسئلة اكلمت المسير حتى المنزل واغلقت باب حجرتى وامضيت ليلة طويلة بدأت بالبكاء وانتهت به.


دقت الساعة معلنة يوما جديدا ... استيقظت باكرا واخذت افرك عينى ... امممم ها هى الشمس تداعب وجهى وصوت سيارات بالخارج معلنة انها تحمل جيلا جديدا فى طريقه للمدرسة ... خرجت الى الشرفة اشاهد تلك الجحافل المتجهة الى معسكراتها ثم اعددت كوبا من القهوة وجلست اقرأ جريدة الصباح وكأن شيئا لم يكن ... نعم اكاد اسمع ما تقوله هامسا ... مجنونة رسمى ... البارحة تكاد سيارة تدهسك من كثرة حيرتك واحباطك واليوم تكاد العصافير تزقزق معك فى سعادة ... ما تلك الكلمة التى عادة يقولونها ... نعم ... "بنات حـــــواء".


تلك الكلمة الدراجة التى يطلقونها عليها من حين لأخر ليلصقون بها اى تهمة تحمل معانى المكر والكيد ثم يضعون رمز الافعى كختم دامغ عليها... ربما صدقوا فى بعض ما يقولون واخطأوا فى اكثره ... ولكن هنا وفى تلك الحالة بالذات فأن هذا التعبير "بنات حواء" صادق تماما وتم ترجمته ببراعة فى كتاب " الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" الا وهو ان المرأة كالموجة ... يوم ترتفع الى عنان السماء سعادة وتفاؤل وحبا للحياة ويوما اخر تهبط الى اعمق درجاتها  من الظلام والاحباط لدرجة تصل الى كراهية الحياة ... تخبرك ان ليس هناك من هى اسعد منها فى هذا العالم ... ثم تأتى بعد ذلك لتقسم لك بكل اقتناع انها اتعس مخلوق وُجد على الأرض ...ربما لهذا نلاحظ ظهور الصلع المبكر لدى الرجال ... بالتأكيد لا يزالون يمزقون شعورهم من هذا الجنون حتى يومنا هذا.



حسنا دعنا نفسر ذلك الأمر بشكل اكثر عمقا ... المرأة كائن مرهف الحس الى اقصى درجة مهما تعددت اشكالها وانواعها ... مهما ادعت من قوة ومهما اظهرت من جلد وصبر ... اذا رأت قطة تتلوى فى الم فهذا يعنى ان يومها سيكون عصيبا رغم ان لا صلة نسب بينها وبين تلك البائسة ... واذا حدث وشاهدت طفلا يضحك فى سعادة فقد أزاحت عن كاهلها الكثير رغم انه لم يكن ينظر اليها اصلا ... كنت قد شاهدت تفسير تلك الظاهرة فى فيديو لدكتور "مارك كنجور" فى اثناء شرحه للفرق الجوهرى بين عقل الرجل وعقل المرأة ... فبينما الرجل يملك القدرة على فصل الامورعن بعضها ووضع كل شىء فى مكانه دون ان يسمح لأيا منهم التدخل فى الاخر ... فأن المرأة تعقد اهمية كبيرة لكل من حولها بدءا من اهلها وجيرانها مرورا بأصدقائها وزملاء عملها وانتهاء بتلك القطة وذلك الطفل ... ثم يولد عقلها ما يشبه بشرارات كهربية شديدة التشابك توصل تلك الاشياء ببعضها ... لذا فمن الطبيعى ان عقلا يستخدم الف فولت لكى يعمل بدون توقف ان يحتاج الى لحظة يفقد فيها اهتمامه بكل ذلك وان يعلن بكل اقتناع اننى قد تعبت من تلك الحياة القاسية والناس التى لا تقدر شيئا وان غرفتى ووسادتى هما اغلى ما عندى ومن يقدران دموعى ... ثم يمر اليوم وربما اليومان على الأكثر واذا بك تسمع من يضحك ويكركر بأعلى صوته ...وعندما تخرج كى تستعلم عن هذا المجنون الأخر الذى اُبتلى به البيت تجدها جالسة تمسك بسماعة الهاتف وتحكى عن اخر حلقة شاهدتها من ذلك المسلسل التركى لأظرف كائن على وجه الأرض "مهـــند" (اذا كان القارىء رجلا فأوجد مضاد الفعل "أظرف" واعد قراءة الجملة السابقة)... هكذا بكل بساطة ..

لذا عندما تروها قد ارتدت السواد وجلست منزوية فى اظلم ركن فى المنزل ...

 لا تظنوا انها تموت الأن ...

او تظلوا تخبروها انها قد "تغيرت" فهذه الكلمة تؤلمها كثيرا ...

فقط ادعموها وقفوا بجانبها ...

كى تعبر تلك الموجة بســــلام ...

0 التعليقات: