دائما
عندما تحادث شخصا ما فأنه ينتقل بنظره لكافة الاتجاهات ... فتارة ينظر
اليك ثم يلتفت لتلك الورقة التى تتململ بين يديك وبعدها يخفض بصره الى
الأرض ليتأكد انها لازالت هناك ... وبعد كل تلك الرحلة يعود لينظر اليك مرة
اخرى وهلم جره .... لكنى دائما ما تحيرت عندما أنظر لأحدا فى عينيه
واباغته بسؤال : اخبرنى بما تحلم فى حياتك !!! ... تجده قد صمت طويلا وفجأة
شخص ببصره الى السماء واخذ يحكى وعيناه تلتمعان فى
شغف وكأنه يحادث شخصا آخر غيرك ... آتى بأكثر شخص محبط ويائس فى تلك
الحياة والعب معه تلك اللعبة وكن متأكدا انه سيفعل نفس الشىء ...
السؤال هنا ... لما احلامنا ترتبط بالسماء رغم انها تتمنى ان تكون واقعا على الأرض !!! ... لما نهرب بأبصارنا وارواحنا ونستقر بين السحاب كلما اشتقنا اليها !!! ... اترى قلوبنا تبتهل من حيث لا ندرى ان يارب اسعدنى بأن ارى حلمى يوما ما ... اننا ادركنا عجزنا كبنى آدم وتكبلت ايدينا فبفطرتنا توجهنا الى رب السماء كى يطلقها فسبحانه لا يعجزه شىء ... اترى السماء ترتبط فى اذهاننا بالحرية التى نبحث عنها ... حرية الفكر والعقل والقلب ... حرية الطيور التى لا تحمل هما ولا حزنا رغم انها لا تمتلك اى شىء عند بداية النهار لكنها تعود الى عشها فى المساء مرضية الجسد والبال ... اترى اعيننا اشمئزت مما ترى على الأرض من الشر واليأس فوجدت فى السماء ماوىء لها ... ام تراهم كلهم جميعا !!!
اننا لا ندرى حقا لما نفعل ذلك لكننا ببساطة نفعله .... كلنا يستقر الحلم فى اعماق قلوبنا سواء ادركنا ذلك ام لا لكننا في ذلك مذاهب ... هناك من يفتح له الأبواب ويستقبله كصديق طال انتظاره ويعاهده بالرفقة طوال عمره لأنه ادرك انه لن يحب الحياة والناس الا معه ولن تجرى الدماء فى عقله وقلبه الا بصحبته ... وهناك من يقسو عليه ويعذبه بالسجن والقهر (سجن المجتمع والظروف والهمة الواهية) حتى يفلت بجلده يوما ما تاركا روح صاحبه غارقة فى ظلام الاحباط واليأس ...
هى سر سعادتنا واحتمالنا للحياة ... هى السر الذى قذفه المولى عز وجل فينا كى نستجمع قوانا ونقف ثانية كلما تعثرنا واظلمت الدنيا فى اعيننا...
بل اتدرى ...
اعتقد انها السر الذى يجعل قلوبنا بعد امر الله لازالت تخفق معلنة استمرار الحياة ...
0 التعليقات:
إرسال تعليق