اذكر حينما كنت صغيرة كانت
زيارات امى وابى للمدرسة لا تنتهى ... كانت لهما طريقة فى اقتحام الفصل فى
اخر النهار تجعل معدتى تنقلب واخبر صديقتى ان آوان فراقنا قد حان ... كنت
فى فترة معينة من حياتى اعشق الصفوف الخلفية حيث الكلام لا نهاية له وتبادل
الاشياء سهلا ووجهة نظر صديقتى فى اخر سترة ارتديها يصبح قرارا هاما لابد
ان نتداول فيه ... كنت اكاد اختفى من كثرة نحافتى واكاد لا آكل سوى الهواء
بينما تصر صديقتى ان الميزان لن يتحملنى اكثر من ذلك فأصوم عن الهواء ايضا
... كانت لنا افكار غريبة واهتمامات اراها رائعة حينها واكاد اشعر بنظرات
بنات الصف الأول لنا حقدا على تلك الشلة الرائعة اللاتى يعيشن الحياة كما
يجب ان تكون ... ثم اظل على ذلك الحال لفترة من الزمن لا تتجاوز اسبوعا
فيأتى امى وابى وينتشلانى من تلك السعادة لأجلس وحيدة فى أول الصف وحدى
تماما ...
كنت اجلس هناك واضع يدى على خدى فى محاولة لأبداء استنكار صامت ... طبعا لم تكن تعير ذلك المعلمة ادنى انتباه فالقرار قد صدر وخُتم من قبل جهات سيادية ... وعندما تكتفى بما شرحته تأتى لتجلس على المكتب بجانبى كى تكمل التصحيح... حينها لم يكن رأسى بقادر ان ينظر لأبعد من اصابع يدى واختلس النظر لشلتى الرائعة هناك ... يا لحظهم ... ان هناك كيسا من الشيبسى يطير الأن بينهم ... يا ألهى ... لما لا يأتى احد وينقذنى من ذلك العذاب !!!
لم اكن اكره المذاكرة لكن فكرة ان تكون شغلى الشاغل هو الهراء بعينه ...كنت احب المادة كثيرا حين احب معلمها والحمد لله اننى احببت معلمون جيدون كثيرا والا لكان الفشل هو رفيقى الدائم ... عندما كنت انظر لفتيات الصف الأول من بعيد لم اكن اتخيل احدا فى العالم اكثر سخافة .. ترفع يدها طوال الوقت وتظن ان العالم لن يهنأ بالا سوى عندما يسمع اجابتها ... لكن بشكل ما عندما كنت اجلس بينهم كان معدل مذاكرتى يزداد فى اليوم وربما اعود الى البيت واظل منهمكة على درس الدراسات وتربت امى على رأسى مبهورة بى ... عندما اجلس فى الخلف كنت اشعر بأنى زعيمة العصابة وانه لا يمكن ان يبلغ احدا حنكتى وذكائى ... لكن فى الأمام كان الأمر مختلف وكان ذلك بشكل ما يجعلنى اصر انه ان لم أكن حتى الأولى عليهم فلن اكون ذلك المهرج بينهم !!
شيئا فشيئا بدأت افهم لما يفعل والداى ما يفعلون ولما يصرون على انهاء سعادتى طوال الوقت ... انهم يعرفون ما معنى الأصدقاء خصوصا انهم كانوا يشكلون حياتى تقريبا ... هم يريدون ان ترى ان هناك فى الدنيا من هم أفضل ممن يحيطون بك حقا ... ان لا ترضى لنفسك الدنية من أمرك لمجرد انك تشعر بالسعادة وانت هناك فى الخلف ... شق طريقك الى الأمام ... صادق الذين يملكون هدفا فى الحياة ويصرون عليه ... انك ستجد من تستمع بوقتك معه فى كل الاحوال فأجعل ذلك الاستمتاع لا يساوره تأنيب الضمير ورجوعك الى المنزل وانت تشعر بالضياع فى الحياة ...
فجعلته مبدأ فى الحياة عندما كبرت ونضجت ان انتقى اصدقائى وان ادعو الله بالصحبة الصالحة وابذل الجهد حقا لذلك وليس مجرد صودف وجودنا فى ذات الزمان والمكان ... نعم هناك من اخرج واتسامر معهم لكن هناك لآلئ تحتفظ بها لو ساومتك الدنيا عليها لما قبلت ان يمسهم احد ... ذلك ان الطريق طويل واننا نحتاج لمن يشد ازرنا فيه ويطمئننا ان الجنة فى انتظارنا كى ندخلها معا بأذن الله !!!
((وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشى يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا))
كنت اجلس هناك واضع يدى على خدى فى محاولة لأبداء استنكار صامت ... طبعا لم تكن تعير ذلك المعلمة ادنى انتباه فالقرار قد صدر وخُتم من قبل جهات سيادية ... وعندما تكتفى بما شرحته تأتى لتجلس على المكتب بجانبى كى تكمل التصحيح... حينها لم يكن رأسى بقادر ان ينظر لأبعد من اصابع يدى واختلس النظر لشلتى الرائعة هناك ... يا لحظهم ... ان هناك كيسا من الشيبسى يطير الأن بينهم ... يا ألهى ... لما لا يأتى احد وينقذنى من ذلك العذاب !!!
لم اكن اكره المذاكرة لكن فكرة ان تكون شغلى الشاغل هو الهراء بعينه ...كنت احب المادة كثيرا حين احب معلمها والحمد لله اننى احببت معلمون جيدون كثيرا والا لكان الفشل هو رفيقى الدائم ... عندما كنت انظر لفتيات الصف الأول من بعيد لم اكن اتخيل احدا فى العالم اكثر سخافة .. ترفع يدها طوال الوقت وتظن ان العالم لن يهنأ بالا سوى عندما يسمع اجابتها ... لكن بشكل ما عندما كنت اجلس بينهم كان معدل مذاكرتى يزداد فى اليوم وربما اعود الى البيت واظل منهمكة على درس الدراسات وتربت امى على رأسى مبهورة بى ... عندما اجلس فى الخلف كنت اشعر بأنى زعيمة العصابة وانه لا يمكن ان يبلغ احدا حنكتى وذكائى ... لكن فى الأمام كان الأمر مختلف وكان ذلك بشكل ما يجعلنى اصر انه ان لم أكن حتى الأولى عليهم فلن اكون ذلك المهرج بينهم !!
شيئا فشيئا بدأت افهم لما يفعل والداى ما يفعلون ولما يصرون على انهاء سعادتى طوال الوقت ... انهم يعرفون ما معنى الأصدقاء خصوصا انهم كانوا يشكلون حياتى تقريبا ... هم يريدون ان ترى ان هناك فى الدنيا من هم أفضل ممن يحيطون بك حقا ... ان لا ترضى لنفسك الدنية من أمرك لمجرد انك تشعر بالسعادة وانت هناك فى الخلف ... شق طريقك الى الأمام ... صادق الذين يملكون هدفا فى الحياة ويصرون عليه ... انك ستجد من تستمع بوقتك معه فى كل الاحوال فأجعل ذلك الاستمتاع لا يساوره تأنيب الضمير ورجوعك الى المنزل وانت تشعر بالضياع فى الحياة ...
فجعلته مبدأ فى الحياة عندما كبرت ونضجت ان انتقى اصدقائى وان ادعو الله بالصحبة الصالحة وابذل الجهد حقا لذلك وليس مجرد صودف وجودنا فى ذات الزمان والمكان ... نعم هناك من اخرج واتسامر معهم لكن هناك لآلئ تحتفظ بها لو ساومتك الدنيا عليها لما قبلت ان يمسهم احد ... ذلك ان الطريق طويل واننا نحتاج لمن يشد ازرنا فيه ويطمئننا ان الجنة فى انتظارنا كى ندخلها معا بأذن الله !!!
((وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشى يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا))