فى تلك القصيدة يصور طاغور معني الجهد
الإنساني الذي قد نحس أحيانا بعد أن نبذله بأنه جهد ضائع ... وهذا غير
صحيح ... فما من جهد يبذله الإنسان في عمل أو عاطفة أو سلوك جميل طيب ... ما
من شيء من هذه الأشياء التي نتعب فيها ونخلص في أدائها يمكن أن يضيع ...
حتي لو بدا لنا في الظاهر أنه قد ضاع وتبدد ... فالحقيقة أنه باق ... وأن له
في مكان ما وفي وقت ما أثرا نبيلا ونتيجة طيبة ... المهم أن نخلص في أداء
ما نقوم به ... وأن نؤديه بصدق وأمانة... وألا نشعر بعد ذلك باليأس إذا لم
يحقق نتائجه السريعة المنتظرة ...
فعندما يبذل الإنسان هذا النوع من الجهد الصادق المخلص... فإن نفسه تكون مستريحة ومطمئنة... حتي لو لم تكن هناك نتائج واضحة لهذا الجهد لسبب من الأسباب لا سيطرة لنا عليها...
فعندما يبذل الإنسان هذا النوع من الجهد الصادق المخلص... فإن نفسه تكون مستريحة ومطمئنة... حتي لو لم تكن هناك نتائج واضحة لهذا الجهد لسبب من الأسباب لا سيطرة لنا عليها...
...............................................................................................
في الصباح ...
ألقيت شباكي في البحر...
واستخرجت من اللجة المظلمة ...
أشياء غريبة المنظر ، رائعة الجمال ...
بعضها يتألق كأنه ابتسامة...
وبعضها يلمع كدمعة...
وبعضها وردي كأنه خدود عروس...
وحين عدت إلى بيتي في نهاية المساء...
حاملا غنيمتي...
كانت حبيبتي تجلس في الحديقة...
تنزع في كسل بتلات زهرة...
وفي تهيب واحتشام...
وضعت تحت قدميها كل صيدي...
فنظرت إليها في استخفاف ، وقالت :
ما هذه الأشياء الغريبة ؟ ... لست أدري ما نفعها ؟
فأحنيت رأسي في خجل وفكرت :
" لم أصارع في الحصول عليها ... أنها ليست جديرة بك "
ولبثت طوال الليل...
ألقيها واحدة واحدة في الطريق...
وفي الصباح جاء المسافرون...
وجمعوها ، وحملوها إلى بلدان بعيدة ...
من مقال (على حافة الجنون) لرجاء النقاش
0 التعليقات:
إرسال تعليق