دائما ما كنت اسأل احدا لا يميل للقراءة لما لا تحبها !!! ... كانت دائما نفس الاجابة ... انا اعرف قيمتها وما اخسره من دونها لكنى اشعر بملل شديد كلما امسكت كتاب ... لا احتمل ان اكمل اكثر من صفحتان ثم اشعر بغثيان وصداع واتركه مقتنعا ان ربما اليوم ليس مناسبا ... الفكرة كيف تنظر الى الكلمات !!! ... انك لو نظرت أليها كما كُتبت فقط لوجدتها مجردة تتراص بجانب بعضها صانعة جملة فى غاية الرتابة والملل ... بينما لو اخذت المشهد وفصلته فى خيالك حسب ما اعتدت به من وصف للشجر والبيت ووجوه الناس ستبدأ الصورة تتكون شيئا فشيئا حتى تصنع ذلك العالم الذى اراد الكاتب ان يوصله لك ... والحق ان عبأ ذلك يقع اكثر على عاتق الكاتب فى أن يصنع صورة كاملة بأبسط الكلمات ...
كلما اسهب الكاتب فى وصف تفصيل مشهد كلما ازداد تعقيدا وصعب على من يقرأه ان يتخيله بل وربما يرمى الكتاب من خامس صفحة ... عندما يقابلنى ذلك النوع من الروايات امر على الوصف سريعا وارسم صورة بسيطة للغاية كافية ان تجعل المشهد واضحا ... فاذا ما أصر الكاتب ان يسهب اياما وليالى فى الوصف وكانت غايته ان يستعرض عضلات كلماته اكثر من الفكرة اتركها غير مأسوفا عليها ... ورغم سذاجة ذلك وربما يقول احدا (اتترك كتابا لأنك لا تتخيل ذلك المشهد او ذاك !!!) ... ولبيان اهمية ذلك اذكر يوما ما ان قرأت رواية ولم يذكر الكاتب وصف البطل تماما.. لم انتبه لذلك فى البداية واخذت اكملها .... احسست بشىء غير مريح ... شىء لا اراه ... مرة يصف الفنان انه لزجا ثقيل الدم ... ومرة أخرى يبهر الطبيبة بوسامته .... لم تفلح الصورتان فى تكوين اى لمحة عن شخصيته مما سبب لى بلبلة فى فهم المراد من وجوده اصلا ...
فى المقابل عندما تنظر الى وصف شخصية وعالم لا وجود له كــ( هارى بوتر) ... كان من النوع المسهب الصعب فى التخيل حتى قالوا عنه انه ادخل كلمات فى اللغة الانجليزية لم تكن موجودة من قبل ... لكن لا يمكن ان تقول سوى انك قرأت الرواية بأستمتاع شديد وانهيتها عن اخرها .... ذلك ان المؤلفة (جى كى رولينج) لعبت على مشاعر الأبطال وجعلتها واضحة تماما حتى انه عندما يمزح هذا او يتألم ذاك تكاد تشعر بكل ذرة منه ... وهذا فى رأيى نقطة تفوق كاتب عن غيره ... انها اخترقت عقلك وعينيك وخيالك واتجهت مباشرة الى قلبك ... فاذا ما وصل هناك بسلام واحدث اهتزازا ما تجاه مشهد او قضية بعينها ...
فقد صدقت عليه كلمة ...
فــــنان حـقيقى ...
2 التعليقات:
أحببت مدونتك جدا
وجدت فيها كثيرا من أفكار لطالما راودتتنى
لكِ منى التحيه ولنرَ المزيد منكِ :)
اسعدتينى انها اعجبتك يا حبيبة ... جزاك الله خيرا :)
إرسال تعليق