لو كنت تريد
ان تتأمل أنامل ساحر وهى تلعب فكلمة السر "عمر خيرت" ...
كانت ليلة
من ليالى الأحلام ... انك لا تمكث على الأرض بل ذهبت هناك ... الى ابعد ما يمكن ان
تصل اليه روحك وكيانك ... الناس يجلسون فى صمت امام الأستاذ ...لا يجرؤ احد ان
يهمس بكلمة رغم اعدادهم اللانهائية وما عرف عنا من شعب اعتاد الفوضى ...
الفنان عندما يكون عملاقا له هيبة ... هيبة لا يمتلكها ملوك الدنيا حتى ... هيبة
تنبع من كونه يخاطب داخلهم فلا يكون لهم سوى ان يسكنون ويتركوه يحاور قلوبهم فى
صمت!!!
عندما كنت
اتأمله ... رجل بلغ من الكبر عتيا ... لكن عيناك لا ترى سوى طفل صغير فى غاية
السعادة بلعبته التى يعبث بها ... يعشق
تلك الاصابع البيضاء كما لم يفعل من قبل فأذاب قلوب الملايين بها ... كلما تأملت
حماسته وسعادته الطفولية بما يفعل ازددت يقينا ان دعك ممن يخبرك بسذاجة عن كون
حلمك مستحيلا ... فها هو امامك الأن المستحيل اثبت انه ممكنا ومؤكدا ايضا ... ان
عمر خيرت وغيره من العمالقة خير مثال يخبرك كل يوم ... كل لحظة ... انك مجرم آثم فى حق نفسك وحياتك وسعادتك ... لو
فكرت يوما ما ان تتخلى عن حلم طالما احببته وتمنيته !!!
مما تلاحظه
ايضا ان الفن عنده ليس وترين يهتزوا وكفى ... بل مقطوعة كاملة تشابكت فيها عشرات
الالات حتى اخرجت ذلك السحر ... انك عندما تقدم عملا فأنت لا تكتفى بالفكرة
والموهبة بل تجمله وتحسنه وتخرجه بأجمل صورة وتستعين بأخرين ربما لا تدرى عنهم
شيئا لكنهم بشكل او بأخر يكملون تلك اللوحة المتناهية فى الحسن ... المكان
والتنظيم والخلفية كان لهم التأثير المطلوب ... الاضاءة ايضا كانت تلعب بقوة فى
تناغم الموسيقى مع الناس وكأنها تريد ان تأخذ عينيك كما اخذت الموسيقى اذنيك فلا
يمكنك ان تحيد عنهما ابدا ...
ايضا من
الأبداع ان تمزج حضارات العالم ببعضها ... نعم ان الشرق جميل لكن سحره يكون
لا متناهى عندما تدمجه بالغرب وربما اعظم العباقرة واكثر الناس فهما للحياة هم من
جابوا العالم ولم يتخلوا للحظة عن أوطانهم فصنعوا فنانا يصلح لكل زمان ومكان ...
ومما كان فى رائعا ادماج الطبلة الشرقية التى ترمز عند الناس بالأبتذال مع
موسيقى فى غاية الرقى فصنعت تحفة فنية ربما كانت من أجمل ما عزف ...
لتدرك معها ...
انها لم تكن
مجرد حفلة ...
بل كانت
درسا للأبداع والفن ...
لكل صاحب
حلم ايا كان ...
0 التعليقات:
إرسال تعليق