السبت، 18 يونيو 2011

الحكيم وايزيس




مسرحية رائعة الجمال للكاتب والمفكر الكبير "توفيق الحكيم" ... تحكى فى مضمونها عن الملكة ايزيس التى اخذت تبحث عن زوجها بعدما اخبروها ان اخيه قد قتله ليستولى على الحكم ... تحكى عن الوفاء ولكنه وفاء بأمل وايجابية ... قصة امرأة كانت مؤمنة انها ستجد زوجها الذى اختفى رغم ان الكل اخبرها انه قد غرق ... قالوا عنها ساحرة مجنونة لكن لم يزل صوت زوجها يهمس فى اذنيها اننى حى فأتى الى ... كانت هى و"بينلوب" اليونانية فى ذات عنق الزجاجة ... لكن كلا منهما كانت لها طريقتها الخاصة للخروج منها ... جلست بينلوب تنتظر عودة زوجها وتراوغ الطامعين فيها وتعدهم بأنها ستختار منهم زوجا بعد ان تفرغ من الثوب الذى تنسجه واخذت تنقض فى الليل ما كانت تنسجه فى النهار ... حتى عاد زوجها وانقذها وانقذ العرش ... نعم احبت زوجها وامنت بأنه حى ولكنها فضلت ان تضع اليد على الخد فى انتظار قد يطول او يقصر وتتمنى الامانى ... بينما فضلت ايزيس ان تشق الارض وتبحث وراء كل كلمة ... كل دليل يخبرها ان كان قد رأى زوجها حتى وجدته ... انه الفرق بين السلبية والايجابية ... نعم ربما يؤدى الاثنان الى ذات النتيجة ولكن كيف يكون طعم الثمرة وقد تعبت فى غرسها وريها وسهرت الليالى كى ترى ريعانها ... كى يكون حبك لها واعتزازك بنفسك قبل ان يكون بها ...






لم يكتفى المفكر الكبير بأن يخبرنا عن قصة وفاء ندر ان تجد لها مثيلا فى البشرية ... لكن ايضا رائعته تحمل فى طياتها اسئلة طالما حارت فيها البشرية ... من الذى يحكم الدنيا ... ااصحاب الخير والنفع للناس الممثل فى" اوزيريس" ؟ ام اصحاب الساسة والعصا الممثل فى اخيه "طيفون" ... الذى جعل همه ان يخرج منذ ان تطلع الشمس من مخبئها على استحياء يُعلم الناس ويخبرهم كيف يجعلوا دنياهم افضل ام من يظل يرن فى اذانهم ويسمعهم حلو الكلام حتى اذا ما اتى القلم يسطر عن ماذا فعل لم يجد ما يكتبه ... لم يكن اوزيريس بصاحب بلاغة ولا حلاوة لسان ... لكنه يحمل قلبا مليئا بالخير والنفع للناس ... يخترع لهم ما يسهل امور حياتهم ويجعلهم يعيشوا فى رغد من العيش ... خطفه اخيه ووضعه فى صندوق والقاه فى النيل حتى اذا اختفى الصندوق خرج على الناس واخبرهم ان الملك "اوزريس" قد غرق وانه اصبح الحاكم الذى سيحقق كل امانى شعبه ... ما اسهل ما صدقه الناس ... وما اسرع ما هللوا "عاش الملك الجديد" وقالوا : خيرا لقد كنا فى عهد ملك ذاهل ... انه الصراع بين رجل عرف كيف يخدم الناس ورجل عرف كيف يستخدم الناس ... بمعنى اخر رجل العلم ورجل السياسة ... ايكون على رجل العلم ان يتخاذل ويسلم الراية ام يحارب عدوه حتى لو اضطر ان يستخدم ذات اسلحته كما فعل حورس ابن اوزيريس عندما عزم الا يكرر خطأ ابيه ويحارب طيفون بذات حقارة وسائله حتى يسترد عرشه ...




اهى الغاية تبرر الوسيلة كما اعتاد الناس ان تقول ...






ام ان الالتزام بالمبادىء هدف فى حد ذاته نحرص عليه كحرصنا على الغاية



انها مسرحية تدعك تفكر معها وتطلق العنان لخواطرك حتى اذا ما اتيت على اخرها تسائلت :





ااقرأها مرة اخرى !!!

0 التعليقات: