الجمعة، 26 أبريل 2013

أختر معركتك





كل انسان له معركة فى الحياة ... لا يمكن ان يدعى احد انه مسالم طوال الوقت والا ما كان بين الأحياء ... معركة مع الحياة وظلم الناس واحباط الظروف ... مع اثبات الذات وتحقيق الأحلام ... مع اختيار مصير حياتك واقناع الأخرين انك حر بينما هم يحاولون طوال الوقت ان يكبلوا عقلك وكيانك .. واخطرها على الأطلاق معركتك مع نفسك تلك التى تأخذك وترتفع بك حينا وتهبط احيانا اخرى وتظل تتلاعب بك هكذا حتى تجهد تماما ... تلك النفس التى لابد ان تكبح جماحها وتتعلم كيف تتحكم فى تقلباتها ورغباتها التى تثنيك عن الطريق الذى اخترته وتمنيته ... كلنا صاحب معركة اما ان يستيقظ يوما فى غاية الأستعداد لها واما ان يجد نفسه يوما آخر لا يقوى على النهوض لأنه لا يجد فى نفسه القوة كى يواجه مخاوفه بالفعل ...

لكن دائما القائد فقط هو من يفكر ويقرر فى أى ارض ستكون ... انك قد تذهب الى ارض واحلام واناس لا علاقة لك بها لكنك ترى فى كلا منهم معركة بذاتها لابد من خوضها حتى النهاية ... قد تكون شجاعا بالفعل وتحب المواجهة لكنك فى النهاية تملك طاقة محددة ستنفد مع كل غروب شمس وتجد نفسك تتسائل اى انجاز حققته... هل كان الأمر يستحق كل ذلك .. هل هذه هى الأرض التى حلمت بها والأحلام التى تمنيتها ... النتيجة انك ستظل تحرك غبار فى كل مكان لكنك لا تمتلك شيئا بالفعل ... وينتهى بك الحال فى نفس الأرض لأنك لم تكن واثقا يوما ما انك تريد ان تكمل تلك المعركة حتى النهاية ...

اختر معركتك واستعن بالله عز وجل ... حينها سترسم خطة واضحة لها وتعد اسلحتك وترى كل شىء صغير الا تلك الأرض التى تريد الوصول اليها ... ستتحمل كل شىء وستكون مخاوفك التى طالما رأيتها هائلة هى اهون ما يكون عليك ... وستحب كل شروق شمس بعدما كان يضايق نومك لأنك لم تعد تهرب منها بعد الأن ..

انت الأن اصبحت شجاعا كى تواجه الدنيا كلها بالفعل ...

السراب الجميل !!!

 
 
من الرائع ان نفكر فى الثمار طوال الوقت ونتخيل سعادتنا وقت قطفها والأستمتاع بلذتها .. لكنه من المخجل حقا ان تظل بعد كل ذلك سرابا لا وجود له الا فى خيالنا فقط ... احيانا ما يحكى لى اناس عن اجندات من الأحلام ظلوا يسردونها طوال الوقت وتتراكم الواحدة تلو الأخرى ثم يركدوا بجوارها جثة هامدة تتطلع إلى ما كتبته فى حسرة ... من المهم حقا ان تظل مرسومة لأن لا احد يفكر ولا يجد فى نفسه الحماس كى يبدأ طريقا لا يدرى نهايته ... لكننا لن نظل طوال عمرنا نرسم طريقا لا نمشيه ... احيانا يكون الحل ان ترمى بمجلدات الأحلام تلك وتأتى بأجندة صغيرة تفعل نقطتان منها يوميا فقط ... ان ذلك كافى تماما كى تصل الى نقطة النهاية لأنك كل يوم تتحرك ولو خطوة تجاهها ...

ان الأنسان بعادته يظل يتمنى والأحلام تتشعب بك وربما دخلت الى دهاليز لا علاقة لها بك اصلا لكنك ترى الناس هناك سعداء وتريد ان تكون مثلهم ... الأمور لا تسير بتلك الطريقة ... انك تملك طرقا متعددة بالفعل لكنها لا تخرج عما تحبه وتتمناه حقا ... لن تخرج عن مبادئك وما وقر بشغاف قلبك ... دعك من ذلك البريق الذى تراه هنا وهناك فلم يكن ابدا مقياس لما يكون عليه الناس وهأنت ترى سفهاء يجلسون على مقاعد لا يملئونها وتسمع جعجعتهم طوال الوقت لكنك لا ترى طحينا ولا خيرا ... دع فطرتك ويقينك يقودانك وابحث عن ذلك الحلم الذى تراه يبقى للأبد ... يبقى بما يحدثه فى الناس من خير ... ان مجرد تفكيرك فى ذلك سيذهب عنك ما كان يروادك من شك فى حياتك ووجودك من الأساس...

وعندها ستجد ان حلمك اصبح من القوة ...
كى تخطه وتنفذه فى الحياة بالفعل ...

الهاوية





احيانا اشعر ان كلا منا على حافة هاوية مظلمة لكننا فقط نختلف فى اصرار كلا منا الا يقع فيها ... منا من يشعر دائما انه على وشك السقوط لكنه يدرى ان اشد الخطر حينما يترك لنفسه الزمام للحظة فيهوى ... انه يتشبث بالأمل فى الله ويثق انه سيعينه الا يقع ... وهناك من يظل ينظر للهاوية كملاذه الأخير كلما تعب ويأس ... اذا ما ضاقت الدنيا وصعبت سأجرى اليها واهوى لكنه لا يفعلها ابدا .. وكأن فى قرارة نفسه ذلك الخوف الكامن من ان يظل هناك بالأسفل للأبد فيظل يقاوم حتى يموت وهو على حافتها ... وهناك من استوى عنده كل شىء فلم يعد يرى فى الحافة فارقا بين الظلام والنور ... هى فقط شىء بارز ربما كان بعده راحته من شقاء الدنيا فاذا ما انزلقت قدمه اصبحت احلامه والعدم سواء...

لكن رغم ذلك هناك من هم بعيدون للغاية .. انهم لا يخافون للحظة ان تزل قدمهم لأنهم مشغولون بأنقاذ هولاء الذى يهرعون اليها دون تفكير ... احيانا يكونوا على وشك السقوط معهم لكن الله عز وجل ينقذهم وينقذ بهم ... اننا نحمل كلنا ذلك الخوف منها ... ما هى وماذا يوجد فيها ... هى لحظة من الزمن يتساوى عندها الموت والحياة ... هى اللحظة التى نظن فيها ان الله نسانا وانه تاركنا نتألم للأبد ... التى نظن ان لا جدوى من اى شىء وان الأيام ما هى الا عداد يقربنا من نهايتنا ... تلك هى هاويتنا بحق وهى التى تستحق ان نحارب ونستعين بالله اولا واخيرا الا نسقط فيها ابدا ...