الجمعة، 21 أكتوبر 2011

كلاكما على حق ... فمن اصدق!!!


"انت عارف لما كان ابويا يحب يقنعنى كان بيعمل ايه ... كان بيجيبك انت ...عشان عارف كويس انك تقدر تقنعنى بحاجة وفى نفس الوقت تقدر تقنعنى بعكسها"


جملة استوقفتنى كثيرا فى مشهد الضابط الصغير وهو يلوم قدوته الضابط الكبير فى فيلم "الجزيرة" ... كيف انه استغل حبه واحترامه كى يزور الحقائق ويجعل خيانة الوطن لها مبرراتها بل ويجب ان يتقلد النياشين لأنه ما فعله كان "من اجل مصر" ... عجبت كيف ان هدف نبيل مثل هذا يمكن ان يتنكر فى عدة اشكال كلا منهم يدعى انه على حق ... كيف يمكننى ان اقنعك بشىء ما عندما اريد ذلك واقنعك بعكسه اذا صادف هوى فى نفسى ... اذا كان الأمر هكذا فأين الحقيقة... اين الصواب والخطأ ...بالتأكيد احد الرأيين سيؤدى الى مصلحة ما اكثر من الأخر فمن سأصدق وكلا منهما له دلائلة وبراهينه ؟!!! ... اسئلة كثيرة دارت فى رأسى وبعدما استحكمت حلقاتها فرجت واستخلصت منها الأتى :


لن اتكلم عن الحق والباطل ... فالحق واحد لا يتعدد بينما الباطل اوجهه كثيرة يمكن لأى شخص معسول الكلام ان يغرى شخصا اخرق بحلو لسانه ... بينما لو جلس مع انسان ذو علم بكلمة واحدة منه سيدحض ذلك الباطل ويواريه التراب ... فأن الفيصل هنا هو العلم وليس ان كلاهما صحيح ... ولكن سأتحدث عن الأمور التى نقول عنها بلسان العامة " تحتمل الصواب والخطأ" ... مثلا انت لا تحب مهنتك كثيرا ... تكاد لا تشعر بأى تميز فيها ... وددت لو جربت شيئا اخر تعشقه حتى لو يحمل المجازفة والخطر ... تجد من يخبرك بكل حكمة "حب ما تعمل ... كى تعمل ما تحب" ... وان " ليس كل من وجد على وجه الارض يحب عمله ولكنها الحياة لها اولوياتها التى لابد من اخذها فى الأعتبار" ... وبعدما كال لك الدلائل ولطم وجهك بالبراهين واشعرك ان ما كنت ستقدم عليه هو حماقة العمر كله ... تستيقظ اليوم التالى لتجد من يهمس بأذنك "اتبع حلمك ولا تتخلى عنه ابدا" ... "الحياة قصيرة فعشها سعيدا ولا تضيعها فى فعل ما لا تحب "... تجد نفسك قد اصبحت فريسة بعدما كنت صاحب قرار ... كلاهما صحيح وله براهينه التى لا شك فيها لكنك تود لو تنتزع شعر رأسك من حيرتك وبلبلة افكارك ... اتدرى ماذا تفعل حينها ... اخفض نظرك قليلا ... نعم انت تعرف الى اين جيدا ... الى قلبك


من مسلمات الحياة التى اؤمن بها ان هذا القلب الذى اوجده الله فى الأنسان ليس فقط من اجل ان يدق معلنا استمرار الحياة انما هو بشكل ما دليلنا الى ما نحب ونكره فى الحياة ... هو مركز قوتنا وابداعنا بعد امر الله ولا يجوز ان نهمله ونسد اذاننا عنه كلما اراد ان يتحدث الينا ... والا فما معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (فيما معناه) : " استفت قلبك ولو أفتاك الناس" ... هل لو كان القلب غبيا لا يكاد يتخذ قرارا صائبا لنصحنا عليه الصلاة والسلام بهذا ... انما هو الفيصل فيما ترددت به نفوسنا طالما اننا اخذنا بالأسباب وسعينا بالسؤال واستخارة ربنا فيما نحن مقدمين عليه ... عندما نشعر بأرتياحنا لأمر ما بعدما سلمنا عقولنا الشفرة واكد لنا الا ضرر منها فقد ان اوان قلوبنا ان تتخذ قرارها ... لو سمعت هذا الصوت "ستحب ما انت مقدم عليه" , ستعيش حياتك كلها سعيدا لو اصررت عليه" ... تأكد ان قلبك مؤمن بذلك ... اما لو سمعت "لا , يجب ان تنتبه لأولادك ومستقبلهم ... ان حياتك ليس انت فقط بل تحمل هولاء المساكين على ذات المركب" ... تأكد ان قلبك يتحدث اليك بصوت ملتاع ... عندها ستجد ان اتخاذ القرار اصبح اسهل مما تتصور...


لقد قرأت كتابا لدكتور عظيم يدعى بول ماكينا ... اسم الكتاب هو " استطيع ان اجعلك نحيلة " ... كان يتكلم عن ان كل الأنظمة الغذائية المسماة بـ(الدايت) ما هى الا وسيلة سريعة للأحباط واكتساب المزيد من الوزن ... لأنها ببساطة تتصارع مع جسم الانسان ولا تتفق معه ... كانت نصائحه بكل بساطة ... انصت الى جسدك جيدا ... استمع اليه عندما يخبرك بأنه جائع ... وصدقه عندما ينبئك انه شبع ...


كذلك الحال مع قلوبنا ...


فلنعقد الهدنة معها ... ولنسمعها جيدا وننصت اليها ...


ولنقنع انفسنا بـــــ ....


لعلها تكون صادقة هذه المرة ....

الخميس، 6 أكتوبر 2011

انهم يتحدثان عنك .... فماذا يقولان ؟َََََ!!!


كنت اسير بجوار حجرة ابى وامى على مهل فسمعت همهمة وقد ذُكر اسمى بينها ... أكملت سيرى وجلست اتسائل ... ترى لما يذكروننى وفيما يخططون لى ... عندئذ خطر لى خاطر غريب نوعا ما صرف ذهنى عن التقكير فى ماهية السؤال الى وقوعه فى حد ذاته ... تخيلت لو كنت امشى بجوار مقربتان لى ... صديقتان ... زملاء فى العمل ... او حتى أناس اعرفهم من بعيد ... ثم سمعت اسمى ينطلق فى الهواء ويخترق اذنى بوضوح لا جدال فيه ... كيف كنت سأحدث نفسى حينها ... هل كنت سأطمئن واقول بكل ثقة : بالتأكيد لا يذكرونى الا بخير ... ام اضرب اخماسا فى اسداسا لما هولاء الناس يتجادلون بأمرى واى امر رهيب يتحدثون به ... ايسخرون منى ام ينقدوننى ام يخططون مقلبا للنيل منى ... كيف سأفكر حينها لا اعلمه الأن ... لكن ما اعلمه يقينا انه فى حال امى وابى سأدخل حجرتى مطمئنة واندس تحت الدثار وافكر انهم لا يتكلمون الا فيما يكون الخير لى ... ربما مشكلة يتناقشون حلها ... او مفأجاة يريدون اسعادى بها ... او ربما يوصى احدهما الأخر على بعدما اغلظ لى القول ... المهم فى النهاية سيسترخى قلبى فى اطمئنان وتهدأ نفسى انه ليس هناك فى هذه الدنيا من يحبنى ويتمنى لى الخير والسعادة بقدرهما ...



بدأت افكر بحزن ... ترى كم من الأيام الباقية لى او لهما فى هذه الدنيا كى أهنأ بحبهما اللامشروط واللامتناهى ... كم من الليالى سأذهب الى امى وابكى فتأخذنى فى احضانها وتمسح رأسى ان لا تخافى انا بجانبك وسأحميك من الدنيا كلها ... أترانى يا ابى سأجلس معك ثانية واسمع منك تجاربك وحكمتك التى اكتسبتها فى الحياة ... ذات مرة كان ابى يحكى لى عن مناقشة فكرية حدثت بينه وبين زميل له فى العمل ... كانت عن حادثة قتل أب لأبنه حدثت فى الولايات المتحدة ...ادى ذلك الأمر الى الحكم على الاب بالسجن مدى الحياة بدلا من الأعدام ... كان زميله مصرا على رأيه ان من قتل يُقتل حتى وان كان اما او ابا ... فرد عليه ابى قائلا : اتدرى لما هم اصدروا هذا الحكم ... انهم يقولون انه حينما يرتكب الأب تلك الجريمة الرهيبة يكون جزءا من عقله قد اصابه مس من الجنون ... وبالتالى يعاقبونه كعقاب شخص فقد قواه العقلية وقت الجريمة ... اخذ يؤكد لى فى اصرار ان لا اب فى هذه الدنيا يكره ابنه او يتمنى موته مهما كان شقاء ذلك الابن وعقوقه ... وان لا احد سيدرك ذلك الا عندما يصير ابا ويلقى بنظرته الأولى الى ولده القادم الى الحياة .




تسائلت هل ستمضى الأيام والسنون وابواى وانا تحت سقف بيت واحد واغلب وقتى بعيدة عنهما ... اترانى سأندم يوما ما على كل لحظة لم اقبل فيها قدميهما واخبرهم انى اسفة على كل لحظة بعد وجفاء ... اترانى سأجد الاصدقاء والاحباب بجوارى كلما احتجت اليهم ...هل ستملأ السعادة قلوبهم وعيونهم لسعادتى ويكفهر وجوههم الما وحزنا لمعاناتى ... هل سيدعون لى فى جوف الليل وانا نائمة هانئة لا افكر فى شىء ... سيقلقون ويفكرون فى حياتى ومستقبلى ربما اكثر من نفسى ... سيخلصون النصح لى دون اى تفكير فى مصالحهم واهوائهم ...



عذرا يا اصدقاء ويا احباب ...


لكنى لن اجد ابدا فى هذه الدنيا من يفعل ذلك غيرهم ...


انهما رحمة من ربى قد رزقنا الله بها وجعلهما امام اعيننا فى ذهابنا وايابنا ...


ليختبرنا هل نحن قدرنا هذه النعمة العظيمة فى يوم الأيام ام اننا يجب ان نفقدهما كى نبكى طوال عمرنا الما وندما ..


فلننظر اليهما مرة اخرى ... الى وجوههم التى ظهر عليها الأرهاق والتعب فى سبيلنا والشيب الذى غزا رؤؤسهم فى تربيتنا...



ولنجاهد انفسنا لبرهما ونخفض لهما جناح الذل من الرحمة ونقول ....



"رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا".

الثلاثاء، 5 يوليو 2011

خاطرة



كنت قد مررت فى الأيام السابقة بالالام ربما لم اشعر بها منذ دهر بعيد ... عندما جلست تحت جهاز الاسنان بعيادة الطبيب اردت ان اصرف ذهنى عما يفعل واخذت افكر فى اشياء اخرى ... لكننى دائما كان يروادنى ذات الاحساس ...كم ان هذا الانسان ضعيف ... كم هو يحتاج ربه بشدة مهما ظن بنفسه من قوة ... اخذت اغلق عينى واقول يارب خفف هذا الألم حتى انتهى من عمله ... مرت الأيام وشعرت بعدها بالالام ظننت انها رهيبة ... ظننت ان قليلا من الناس من يشعر بها ... ظننت انى اكثر من يتألم فى هذا العالم فى هذه اللحظة ... ومما زادها ان شيئا قد اصاب عينى ايضا والمها ... تملكنى الاحباط ووددت لو اختفى من هذا العالم ... حتى كنت قد نزلت من عند عيادة الطبيب وصادف ان عيادته فى عمارة امتلأت بعيادات اطباء فى مجالات مختلفة ...




اخذت امشى بكأبة حتى وصلت لباب العمارة واخذت اتأمل الناس عسى ذلك يخفف عنى بعض ما اشعر ... رأيت فتاة فى ذات عمرى تقريبا جالسة على كرسى امام الباب وقد احاط بها اهلها قد اخذوا يحدثونها ... تملكنى الفضول ان اعرف ما بها فأقتربت منهم .. وجدتهم ظلوا يخبروها انهم سيحملوها والا تخاف من شىء وكان وجهها فى غاية الارهاق والتعب ..اخذت تنظر اليهم وترد عليهم بهمهات لو سمعتها لوجدتها تحمل الف كلمة وكلمة تخبرك عما بها من عذاب ... امسكوا بها برفق من ظهرها ورقبتها .. استنتجت انه ربما يكون مشكلة ما بعمودها الفقرى ... حملها واحد من اهلها وعندما استقرت على كتفه اخذت تأن وتبكى الما يدمى القلوب ... شعرت ان ما انا فيه لا شىء ... ان الله يريك كيف ان فضله عليك عظيما لكنك لا تشكر ...ان هناك من يتألم ويعانى اكثر منك ولكنك لا تصبر ... حتى هذا الالم الذى تشعر به ما هو الا تكفير لذنوبك التى صنعتها بيديك ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ..




سبحان الله الرحمن الرحيم بعباده ...




سبحان الله الذى هو احن وارحم بنا من امهاتنا اللاتى ولدتنا ...

السبت، 18 يونيو 2011

الحكيم وايزيس




مسرحية رائعة الجمال للكاتب والمفكر الكبير "توفيق الحكيم" ... تحكى فى مضمونها عن الملكة ايزيس التى اخذت تبحث عن زوجها بعدما اخبروها ان اخيه قد قتله ليستولى على الحكم ... تحكى عن الوفاء ولكنه وفاء بأمل وايجابية ... قصة امرأة كانت مؤمنة انها ستجد زوجها الذى اختفى رغم ان الكل اخبرها انه قد غرق ... قالوا عنها ساحرة مجنونة لكن لم يزل صوت زوجها يهمس فى اذنيها اننى حى فأتى الى ... كانت هى و"بينلوب" اليونانية فى ذات عنق الزجاجة ... لكن كلا منهما كانت لها طريقتها الخاصة للخروج منها ... جلست بينلوب تنتظر عودة زوجها وتراوغ الطامعين فيها وتعدهم بأنها ستختار منهم زوجا بعد ان تفرغ من الثوب الذى تنسجه واخذت تنقض فى الليل ما كانت تنسجه فى النهار ... حتى عاد زوجها وانقذها وانقذ العرش ... نعم احبت زوجها وامنت بأنه حى ولكنها فضلت ان تضع اليد على الخد فى انتظار قد يطول او يقصر وتتمنى الامانى ... بينما فضلت ايزيس ان تشق الارض وتبحث وراء كل كلمة ... كل دليل يخبرها ان كان قد رأى زوجها حتى وجدته ... انه الفرق بين السلبية والايجابية ... نعم ربما يؤدى الاثنان الى ذات النتيجة ولكن كيف يكون طعم الثمرة وقد تعبت فى غرسها وريها وسهرت الليالى كى ترى ريعانها ... كى يكون حبك لها واعتزازك بنفسك قبل ان يكون بها ...






لم يكتفى المفكر الكبير بأن يخبرنا عن قصة وفاء ندر ان تجد لها مثيلا فى البشرية ... لكن ايضا رائعته تحمل فى طياتها اسئلة طالما حارت فيها البشرية ... من الذى يحكم الدنيا ... ااصحاب الخير والنفع للناس الممثل فى" اوزيريس" ؟ ام اصحاب الساسة والعصا الممثل فى اخيه "طيفون" ... الذى جعل همه ان يخرج منذ ان تطلع الشمس من مخبئها على استحياء يُعلم الناس ويخبرهم كيف يجعلوا دنياهم افضل ام من يظل يرن فى اذانهم ويسمعهم حلو الكلام حتى اذا ما اتى القلم يسطر عن ماذا فعل لم يجد ما يكتبه ... لم يكن اوزيريس بصاحب بلاغة ولا حلاوة لسان ... لكنه يحمل قلبا مليئا بالخير والنفع للناس ... يخترع لهم ما يسهل امور حياتهم ويجعلهم يعيشوا فى رغد من العيش ... خطفه اخيه ووضعه فى صندوق والقاه فى النيل حتى اذا اختفى الصندوق خرج على الناس واخبرهم ان الملك "اوزريس" قد غرق وانه اصبح الحاكم الذى سيحقق كل امانى شعبه ... ما اسهل ما صدقه الناس ... وما اسرع ما هللوا "عاش الملك الجديد" وقالوا : خيرا لقد كنا فى عهد ملك ذاهل ... انه الصراع بين رجل عرف كيف يخدم الناس ورجل عرف كيف يستخدم الناس ... بمعنى اخر رجل العلم ورجل السياسة ... ايكون على رجل العلم ان يتخاذل ويسلم الراية ام يحارب عدوه حتى لو اضطر ان يستخدم ذات اسلحته كما فعل حورس ابن اوزيريس عندما عزم الا يكرر خطأ ابيه ويحارب طيفون بذات حقارة وسائله حتى يسترد عرشه ...




اهى الغاية تبرر الوسيلة كما اعتاد الناس ان تقول ...






ام ان الالتزام بالمبادىء هدف فى حد ذاته نحرص عليه كحرصنا على الغاية



انها مسرحية تدعك تفكر معها وتطلق العنان لخواطرك حتى اذا ما اتيت على اخرها تسائلت :





ااقرأها مرة اخرى !!!

الثلاثاء، 12 أبريل 2011

اليك يا اخى


حينما تأخرت على زفتك وركضت كى الحق بك واملى عينى منك لم اكن قد استوعبت انك قد كبرت واصبحت عريسا يبهر الانظار ...



حينما أنتهت حفلتك و سلمت عليك لم اكن قد وعيت انى سأرجع للبيت من غيرك ...



بل حينما ركبنا السيارة واخذنا نتحدث عن الفرح وأجمل عريس واحلى عروس لم أفهم حقيقة اننى سأستيقظ اليوم التالى ولا اجدك نائما فى سريرك وهاتفك لا يكف عن الرنين ويوقظ كل من بالمنزل الا انت ...



لكن حينما أخذت اقلب صورك داخل ذاكرتى ورأيتك أيام طفولتنا أنا وانت وكأنك ماثل أمامى بالكرة تتلقفها وابتسامتك تكاد تأكل الصورة بأكملها ... ثم وانت تذهب الى ركن المكتبة حيث يقبع رجل المستحيل وتظل تقرأ فيها بالساعات لدرجة ان يخبرنى شخص فى المكتبة "مش انتى اخت الولد اللى بيقرأ رجل المستحيل"... ثم وانت تعلن الحرب على بطة لأنها أجارت على بلدك سيمونو وجرؤت ان تنتهك حرمة هذا السرير (اااه اقصد الوطن) ثم نبحث عن مفاوضات الصلح التى تقتضى ان نتبادل رموز أوطاننا الممثلة فى صور ميكى وبطوط ... فقط حينها عرفت الدموع طريق عينى




ربما لم نتحدث كثيرا فى الفترة الاخيرة وانشغل كلا منا بحياته وعمله ... ربما شعرت ان مسافات الزمان والمكان وظروف الحياة قد تنسى الانسان من يحب ... لكن حينما كنت اجلس اليك وافضفض لك حالى لم اكن ارتاح الا لرأيك ومشورتك ... كنت اشعر انى اسعد انسانة فى العالم التى تملك مثل هذا الاخ والصديق ذا العقل الراجح والرأى الذى يطمئننى ويخفف عنى ويشعرنى ان لا شىء يستحق كل هذا القلق ... اذكر يوما كنت اتألم للغاية واكاد ابحث عن كلمة تهون على فلا اجد من كلام الناس ما يريحنى رغم ما يحاولون ... فقط عندما جلست معك وحادثتك وأستمعت الى وناصحتنى شعرت بالأمان وكأن بلسما قد ازال كل الألم والحزن الذى بداخلى ... أكاد اذكر ذلك اليوم الذى ودعتكم فيه وانتم مسافرون وتاركونى مع ابى ... كنت اودعهم واحدا واحدا فى صمت وعينى تتابعهم دون ان اذرف دمعة ... ولكن حينما سلمت عليك وتركت يدى وذهبت لم ادرى بنفسى الا ودموعى تنهمر منى ... شعرت ان جزءا غاليا على قد ترك يدى وذهب ... احسست انى احبك اكثر مما كنت اتصور ... عرفت من هو رفيق الطفولة والصبا ... من الذى كنت اجرى وراءه كظله واعجب بكل ما يفعل وندخل معا فى مغامرات تكاد تقضى علينا ونركب معا المترو لحلوان ونظل نجرى ونلعب فيها ... من الذى أحببت البسلة التى يحبها وظللنا نسهر لنشاهد معا "ما يطلبه المشاهدون" حتى الرابعة فجرا دون كلل او ملل ... من الذى كنت أذهب معه للمكتبة ونظل نتسلل فى دور الكبار بكل هيبة ونتفنن كيف نهرب من الحارس حتى ندخلها ... ان تلك الايام يا أعز الناس كانت احب ايام حياتى الى ... واننى لأفتقد كل لحظة فيها وكلما تذكرتها أبتسمت روحى واشرقت نفسى وظللت اتذكر كل تفصيلة صغيرة فيها لأنها أغلى اللحظات واسعدها الى


لكن اتدرى لما كانت هكذا ...



لأنك كنت دائما ...



ظاهرا فى الصورة تضحك الى ...

السبت، 2 أبريل 2011

مكان صغير فى الكون


قرأت رواية بعنوان مكان صغير فى الكون ... وتحكى هذه الرواية بأنه كان هناك فتاة تدعى "هاتى" لها ابوين رائعين وجدين مثاليين يهتمون بمظهرهم ووضعهم الاجتماعى بين الناس اكثر من اللازم ... فى يوم من الايام اكتشفت "هاتى" ان لها خالا يدعى "ادم" يعانى من بعض المشاكل العقلية وانه سيمكث معهم طوال فترة الصيف ... احبت هاتى خالها كثيرا واعتبرته مثلها غريب يكمن فى مكانه الصغير من الكون ... طالما ما حاول ابواه ان يخفياه عن العالم وعن انظار الناس وقسوا عليه وطالما حاول هو جاهدا ان يهرب من ذاك السجن الذى يضعونه فيه ... احب ادم فتاة جميلة كانت تسكن فى ذات بيت هاتى بمشاعر الشباب الغض التى كانت تسكن بداخله والتى لا علاقة بها بما يدور بعقله وكانت هى بدورها تلاطفه وتعطف عليه من باب الشفقة ... واستمرت الحياة بين هاتى وخالها كل يوم تكتشف انه مصدر للسعادة المجردة من اى شىء ... بعض الاحيان تخاف منه حينما كانت تراوده نوبات الغضب وتتمنى ان تهرب بعيدا عنه لكنها تدرك كم انه مرعوب وان عليها ان تحميه ... حتى اتى اليوم الذى اكتشف فيه ادم ان الفتاة الجميلة التى احبها تحب شخصا غيره فقرر ان يهرب بعيدا ولكن بأقصر الاساليب الا وهو الهروب من الحياة بأكملها واكتشفوا جثته صباح اليوم التالى وقد شنق نفسه ...



قصة غاية فى الجمال ومليئة بالمشاعر الانسانية النبيلة ولكن اكثر ما اثار انتباهى واستحوذ على تفكيرى ان ذانك الجد والجدة اللذان لم يدخرا وسعا فى القسوة على ابنهما واخفائه عن العالم ومحاولة الظهور كعائلة مثالية خالية من العيوب ... بعد ان توفى ولدهما انكسر ذلك الزجاج الهش من الغرور والكبرياء واخذا يبكيان عليه ولا يغادرا غرفته الا بعد فترات طويلة ... كل صورة وكل شىء كان يملكه ادم وكانا يرونه تافها غبيا أصبحا الان يحتضناه ويحرصا عليه مخافة الا يضيع من ايديهما كما ضاع منهما ابنهما ... وجدت نفسى اتسائل لما لا نشعر بمن نحب الا عندما نفقده ... لما نحرمه من حبنا له وعطفنا عليه ومشاركته اسعد اوقاتنا قبل ان يأتى اليوم الذى نظل نبكيه فيه الما وندما ... ان هذا السؤال طالما سألناه انفسنا وتعجبنا منه ولكن طالما عجزنا عن الاجابة عنه او الاعتبار به ... تمضى بنا الحياة ونكبت بداخلنا ما نشعره من افتقاد وحنين لأقرب الناس الينا ونتظاهر ان ذلك لا يعيننا ... الى ان يأتى اليوم الذى تنهمر دموعنا حسرة على كل لحظة قضيناها بعيدا عنهم وكل مرة كنا على وشك ان نخبرهم كم هم غاليين علينا فانعقد لساننا عاجزا عن البوح بما فى نفوسنا ... ان الانسان لأمره عجيب ... يظل يبحث عن الحب والسلام بينما هو يفعل كل ما فى وسعه كى يفقدهم ... يدرك قيمة الاشياء حينما تقع من يديه الى حيث لا رجعة ...


نعم ان قطار الحياة سريع ويجب ان نركض بهمة كى نلحق به ...


ولكن ربما لعجلتنا وطموحنا لا ننتبه الى ان محطة السعادة التى نبحث عنها ...


قد جاءت وفاتت منذ زمن بعيد ...

السبت، 12 مارس 2011

وماذا سنفعل اذا نجحت العملية ومات المريض !!!





قرأت فى جريدة " المصرى اليوم " لمدة يومان على التوالى عن مؤتمر تعقده الصحيفة مع نخبة من الدستوريين والقانويين ومثقفى المجتمع لمناقشة التعديلات الدستورية وما اذا كانوا سيصوتون بنعم أم لا فى الاستفتاء الشعبى يوم 19 مارس المقبل ... وكانت النتيجة ان أغلب المشاركون اتفقوا على التصويت ب "لا" وان هذه التعديلات قائمة فى الاساس على دستور من العهد البائد وانها ستنتج فرعونا اخر ... وان الحل ان نقوم بعمل دستور جديد من خلال جمعية تأسيسية تضم كافة أطياف المجتمع ... واذا سألتهم عمن سيحكم البلاد فى تلك الفترة الخطيرة والحرجة من تاريخ مصر كانت اجابتهم تتخلص فى انتخاب مجلس رئاسى مكون من اكثر من شخص تكون القوات المسلحة طرفا فيه يحكم البلاد الى ان يتم الانتهاء من وضع الدستور الجديد ...

حسنا ... هذا هو ملخص رأى الكثير من النخبة فى مصر عن التعديلات الدستورية ... كنت قد قرأت نص هذه التعديلات كاملا فى المواد الخاصة بالترشح لرئاسة الجمهورية ... ان هذه المواد هى التى تهمنا فى الوقت الحالى اكثر من اى مواد اخرى تتعلق بكوتة المرأة او كوتة الفلاحين والعمال الخ ... جل ما نريده ان يتم ترميم واعادة بناء ذلك الخراب الذى لحق بتلك المواد بالذات ثم بعد ذلك نأتى وبعد ان ننتخب من نثق به وجرى اختياره على اساس سليم ان نتحدث عن تعديل مواد اخرى فى الدستور او حتى الغائه كاملا وكتابة دستور جديد ... ان جسد البلد الان لا يحتمل ان ننتظر فترة اخرى انتقالية دون رئيس تحت وطأة الفوضى وانفلات الامن والفتنة الطائفية والديون التى وصلت الان الى تريليون جنيه والمخزون الاساسى الذى انتهى واصبحنا نستهلك من احتياطى البلد ... عودة الدولة الان بمؤسساتها وهيبتها اكثر اهمية من ان نتناقش فى مواد اخرى قد يمتد الجدال فيها شهورا لا يعلم مدتها الا الله ... ان من يقول "لا" يبحث عن المثالية والدستور الذى يمثل كافة اطياف الشعب ولكن ما الفائدة فى ان نصنع دستورا مثاليا والبلد ترتع فى فوضى عارمة !!!... ما الفائدة اذا نجحت العملية ومات المريض !!! ... هناك رأى يرد على تلك المسألة ان العمل بتلك التعديلات سيصنع هتلر جديدا واننا نعتمد هكذا على سلامة نوايا الرئيس القادم والسياسة لا تحتمل هذا ... ولكن يجب ان نفهم جيدا ان فرعون مصر قد انتهى بلا رجعة ... ولن يحدث مرة اخرى ان يجرؤ احد ويصنع مثل سابقيه فقد عرف الشعب معنى الحرية ولن يتنازل عنها مهما كان ...

تعال نتفق ان المطالب الاساسية لتلك الثورة قد تحققت بالفعل ... رحل النظام بجميع اركانه ... ذهب امن الدولة وتناثرت اوراقه وجارى محاكمته ... يقبع وراء القضبان كل من طغى وتجبر وسرق البلد بداية من ساقى القوم حتى سيدهم ... تم أصلاح الاعوجاج الرئيسى فى كيان الدستور والذى نستطيع ان نبدأ على اساسه مرحلة اخرى حرة نزيهة نتنخب فيها رئيس الجمهورية بناء على برنامج انتخابى نقتنع به والحوار بينه وبين الشعب الذى سيحكمه وتحت اشراف القضاء ... هناك قول اعجبنى للغاية الا وهو : تعال ننظر الى خارطة الطريق الان ... اننا لو قلنا "نعـم" للتعديلات الدستورية الحالية فأننا نعلم النقطة القادمة بعدها والى ان سيتوجه الطريق ... اما اذا قلنا "لا" فنحن لا نعلم مسارنا القادم ... وسنعود من حيث بدأنا ونختلف على نقطة عمل دستور جديد ام تعديل مواد اخرى وسنظل نقبع تحت سلطة الجيش ويفرض علينا هذا ويشترط علينا ذاك ... فما الافضل بالنسبة لنا ؟ ... تكملة الطريق والاسراع فى استرجاع هيبة الدولة ومؤسساتها (لاحظ ايضا ان الجيش لابد له من العودة للحدود وكلما تأخر الوقت وبالذات فى الظروف الراهنة والاندلاعات على جميع الحدود مع مصر سواء فى ليبيا او فلسطين كلما زاد الخطر الخارجى وبشدة) .. ام ان ندخل فى دائرة من الاختلاف والتأخير ومجلس رئاسى مكون من اكثر من شخص وهو ما سيزيد الهوة بالطبع ولن ينقصها (المركب اللى فيها ريسين تغرق) ؟

اننى اطلب من الناس ان تعيد التفكير وتنظر فى احوال البلد وتقرأ التعديلات الدستورية جيدا ثم تتخذ قرارها بعيدا عن تأثير وسائل الاعلام وارائها وبعيدا عمن يقبع فى ابراجه العاجية ...
فأننا عندما قمنا بالثورة لم تكن وسائل الاعلام هى التى تحركنا ...
بل كانت ضمائرنا وأخلاصنا لبلدنا ورغبتنا فى ان تعيش حرة كريمة واننا لن نرضى لها ابدا ان تنهار او تقع فى هوة عميقة لا ندرى اين قرارها ...

وعندما نفعل ذلك ...

عندها فقط نذهب ونقول : "نعـم" أم "لا" ....


مصادر :
جريدة المصرى اليوم
مقال "المعقول ممكن خير من الامثل المستحيل" للأستاذ معتز عبد الفتاح
حوار صباح دريم مع الاستاذ حسام عيسى والاستاذ معتز عبد الفتاح

الأربعاء، 9 مارس 2011

مخطىء من ظن يوما ان للثعلب دينا


ارحل ... ارحل ... اااااااااااااااارحل



صاحب الضربة الجوية ... هو كبير الحرامية



هو مبارك عايز ايه ... عايز الشعب يبوس رجليه ... لأ يا مبارك مش هنبوس .... بكره عليك الشعب يدوس



قول يا مبارك يا مفسلنا ... انت عملت ايه بفلوسنا



يا جبار يا جبار ... جبت منين سبعين مليار ...



الشعب يريد محاكمة الرئــــــــــيس ....





مقاطع سميفونية رائعة البلاغة من شعب غاية فى الذكاء فى قلب ميدان الحرية (التحرير سابقا) ... الشعب كله فى صوت واحد يهتف من قلبه : لانصدقك ... لسنا بتلك السذاجة ... لسنا كلابا تلقى أليها بالعظم كى تهدأ ... قتلت أكثر من 300 شهيد ... نهبت أكثر من سبعين مليار من دم هذا البلد بينما تقبع تحت خط الفقر والديون التى قصمت ظهرها ...ظللت ثلاثين عاما تعد وتخنث ... تقول وتكذب ... تحكمنا بالقهر والذل والفساد ... كيف نصدق أنك فجأة أصبحت صادقا مأمون الجانب وقد زهدت فى العرش وكل همك الأن الأصلاح والتغيير ... ظن ان المصريون بتلك السذاجة ... ظن انه عندما يطلق كلاب الاعلام كى تنبح ان القافلة ستقف وتتفرق ... لكن سبحان الله الذى يرينا عدله وقوته ونصرته للمظلوم ولو بعد حين ... سبحان الله الذى أخبرنا على لسان اكرم المرسلين صلى الله عليه وسلم : ان الله ليملى للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته ... سبحان الله الذى يعمى بصيرة الطاغية ويجعله يقع فى شر اعماله ويكشف خداعه... ان من نزل ميدان التحرير عرف كيف ان شعبه عظيم ...كيف ان كرامته غالية عزيزة عليه... كيف انه ذكى ومتحضرومنظم وقادر على ان يصنع ويخطط اعظم حضارة ولكن فقط يتنفس الحرية والعدل ...





لقد كنت قبل ان اذهب خائفة للغاية ... كيف يمكن ان اقف بين ملايين الناس دون ان أختنق او اقع مغشيا على دون ان يشعر بى احد ... كم سيكون كم الفوضى التى اعتدنا عليها والفناها خلق من أخلاقنا ... لقد كان تخيل المشهد كابوس وقلت لنفسى لأشاركهم بقلبى واتمنى لهم كل التوفيق ... حتى كان مشهد الشهداء يطوف امام أعيننا على جميع الشاشات ... دمعت قلوبنا قبل أعيننا ... لماذا قُتلوا ... ماذا جنت ايديهم سوى انهم كانوا يريدون الحرية والكرامة لنا قبل ان يكون لهم ... ثم الان يخرج من يقول لنا ان دعوه يعيش فى كرامة ويرحل فى احترام وتبجيل ويخرج بأموال البلد التى نهبها وكأن لا شىء كان ... يخبرونا بالالاف المبررات والتحليلات كى يتوصلوا فى النهاية انه طالما هذا الطاغية على عرشه فأنكم تستطيعون ان تحصلوا على الديموقراطية والحرية ... وانا اقول لهم بأى لغة تتحدثون ... واى شعب اخرق تخاطبون ... واى استهانة بعقول الناس تفعلون !!! ... كيف يجتمع العدل والظلم فى ذات الرجل ... كيف يجتمع الصدق والكذب ...ان نرفع التحية للقاتل ونهين المقتول ... ان نرتضى الذل والهوان بعد ان اكرمنا الله بافأقة من غيبوبة كادت ان تودى بما تبقى من احترامنا لأنفسنا وادميتنا ... اقول لهم تذكروا ان الزمن يمضى والناس تذهب وتجىء ولكن التاريخ يظل دائما يرقب بعين لا تنام ويظل يكتب عمن خان وتلون ألف لون ومن وقف يرفع راية الحق كالسيف وظل بطلا حتى النهاية ... قالها العالم الجليل الأمام الشعراوى وهو على فراش الموت : الصراع بين الحق والحق لا يقوم لأن الحق واحد لا يتعدد .... والصراع بين الحق والباطل لا يطول لأن الحق ينتصر فى النهاية ... وان ميدان الحرية لهو شاهد أصيل على تلك الكلمات ...





وكأننى اسمع هولاء الشهداء يتحدثون ألينا ... وكأن وجوههم تكاد تنطق بما عجزت ألسنتهم عن اخبارنا به ... اننا قد رحلنا كى تعيشوا فى عزة وكرامة ... كى تتنفسوا الحرية ... كى لا يكرهنا اولادنا لأن حصيلة تركتنا لهم هو الفساد والذل ... فلا تستسلموا الأن ولا ترفعوا الراية ... ولا تضيعوا دمائنا هباء تحت اقدام الطواغيت ... اننا دفعنا ارواحنا كى تفيق تلك الأمة فبالله عليكم لا تجعلوها تذهب فى سبات عميق مرة اخرى ... أننا الأن اقوياء لأن معنا الحق وهم يظهرون لنا الان افضل اقنعتهم وأجملها ... حتى اذا تفرقتم وتشتت كلمتكم أظهروا الوجه الحقيقى الذى عرفتموه جيدا خلال ثلاثين عاما ... وأروكم من صنوف العذاب الوانا ... وأمسكوا بذات السوط الذى ادمى ووجوهكم و ظهوركم وساقوكم الى حظائرهم ... قالها شوقى يوما ما : مخطىء من ظن يوما ... ان للثعلب دينا





لن اتحدث عن دستور ولا مجلس ... لن اتحدث عن فراغ سياسى ... ولا اقتصاد يتدمر ... ولا امن واستقرار ... ولن اتناول كل التحليلات والتوقعات والمخاوف ... كل الذى اعلمه ان هذا الشعب قد قال كلمة واحدة واتفق عليها ... ظلوا يقولوا انهم يرددونها ببلاهة وهم لا يدرون معناها ...لا يعلمون انهم يخاطبون شعبا حضارته عمرها تجاوز التاريخ ... شعبا مر عليه الأستعمار كما لم يمر على بلد من قبل ولكن لم يستطع ابدا ان يقهر ارادته ... شعبا يدرك جيدا ماذا يريد وكيف يريده وكيف سيحققه ... وطالما انه اراد الحياة ... فأنه لن يخرب فيها حجرا واحدا ... هو يدرك الأن كم يخسر وكم سيتعب كى يبنى ويعمر ولكن يدرك جيدا انه هو الرابح فى النهاية وان ثمن الحرية غال لكل من يريد دفع الثمن



أنها الأن والا فلا ....



ان يسطر التاريخ قصة اخرى من قصص كفاحنا ...



او ان ينظر الينا فى اشمئزاز ويرمى الورقة التى كادت ان تشارف على نهايتها فى اقرب مزبلة للتاريخ