الخميس، 1 يناير 2015

خاتمة ( ٧ ألـوان)





تلك الكلمات كتبتها كخاتمة لـ(٧ ألـوان).. لم ادمجها مع الكتاب لاختلاف طبيعة  المقال عن العمل الأدبي .. لكنه كان تتويج للحالة التي كنت أشعر بها وقت كتابتها..


"عندما كانت ترهقني الدنيا وينمو كلام الناس داخل روحي كنبت شيطانى حتى يتمكن منى كنت أذهب إلى غرفة مظلمة في المنزل أجلس فيها وحدى .. يظنون انها مرحلة اكتئاب عابرة وهارب آخر الى الظلام والوحشة حينما لا يقوى على مقاومة ما حوله لكن الحقيقة إنني كنت اهرب من ظلام العالم حولي  كي استطيع أن أرى نور داخلي... أغلق الأبواب والنوافذ ولا اترك سوى بصيص خافت من نور الشمس ... النور الخارجي الوحيد الحقيقي في عالم من الزيف واليأس والخلاف والكراهية ... اريده ان يمتزج بنور الحياة الذى ينبض بقلبي ولا تستطيع كلمات ولا حروب ولا ظلمة العالم  أجمع ان يسلبوه منى ...

إن النهاية تحين حقا حينما توضع نقطة الموت وتُغلق الصحف في السماء وليس صحف الناس في الأرض ... نعم بداخلي الكثير من الخوف والحزن بل انى لأكتب صفحات مظلمة كثيرة تعكس  يأسى في بعض الأحيان وأحلامي التي تذهب وثقتي في الناس التي تخبو وإحساسي بعدم جدوى كل ما افعله لكنى لا أجرؤ أن أكتب او أخبر بها حرفا واحدا للناس لأنى لا اريد ان أصنع بائسا أخر من مجرد مشاعر وقتية زائلة... إن الناس تصدق ما تقوله بأسرع مما تتصور حتى لو بدا لك غير مبالِ بما تقول  ... انه يفكر في تلك الكلمة التي سمعها صباح اليوم ... السبة التي آذت شعوره ... عبارة (لا أمل) التي طرحها شخصا ما عابرا فيزداد قناعة بأننا لسنا سوى بؤساء تحملهم الأرض ... بينما الحقيقة ان كلمة الحياة اقوى في نفوس الناس من كلمة الموت ... نحن نتعب ... نتألم .. نمل ... نموت من الندم لكننا لا نيأس ولا نصدق أن ما من ثمة أمل بالفعل ...  لذلك كانت القصص والحكايات مهما حوت من مآسي فقد وضعت للعبرة لأنها تحدث لغيرنا وليس لنا ...  لتخبرنا أن ثمة فرصة لنصلح كل شيء .. لنتغير.. لنتعلم ونرقص رقصة جديدة للحياة  التي لم تنتهى بعد ...

قرأت ذات مرة قصة خيالية عن فتاة تحب المقابر وتذهب إلى تابوت تنام فيه وتشعر بجمال وأمان احتضان الأرض لها وانا احدث نفسى ما هذا الهراء !!! ... كيف يمكن لحى أن يسكن تحت التراب ... كيف يمكن أن يجد في الظلمة والسكون أية متعة حتى لو كان الظلام واليأس من حوله لا يفرق كثيرًا عن ظلمة القبور ... الفارق الوحيد إنني حي ... أتدرك معنى الكلمة ... حي ... لازلت املك رفاهية الأمل ان ثمة غدا أفضل اصنعه بيدي ...لازلت أرى دنيا جديدة كل صباح ويحلم القلب ويتمنى حتى لو ألمس شيئا من كل ذلك بالفعل ... لازلت أحرك أصابعي وعيناي افتحهما واغلقهما وقتما اشاء  ... عندي قدرة ... عندي ارادة كي اكسر أي سجن وأي قبر يقيدونني بداخله ... ولن يضعني احدا فيه ولن يسلب نور الحياة  منى إلا الله عز وجل مالك روحي وحده ...

إنني اكتب تلك الكلمات في الغروب وضوء الشمس شاحبا لا يكاد يكفى كي أرى ما اسطره ... لكنني سأظل اكتب وأحارب الظلام بأذن الله ... سأستدل وأرى الطريق بنور الله عز وجل فينا  والقبس من روحه التي تسكن بداخلنا... واعلم إنني املك قوة لا ادركها تفوق رصاص الظلم وقتامة الواقع وقيود اليأس وخيوط الكذب التي تحرك دمى مشوهة عاجزة عن المقاومة والتمرد على محركها  ...

إنني أملك قوة الحياة بالفعل !!   "

0 التعليقات: