الجمعة، 13 يونيو 2008

حاول أن تراها جميلة

" يا أخي مش عارف الواحد مش قادر يحب البرمجة دي أبدا "

" طب أنت جربت فيها قبل كده "

" مش كتير قوى (لاحظ الجملة ) .... كل ما أجى أقول أفتحها وأحاول فيها أحس بالتخلف العقلي فأقفلها تانى "

كثيرا ما سمعت هذا الكلام ونحوه في مختلف المراحل الدراسية .... كثيرون منا " إن لم يكن جميعنا تقريبا " عنده عقدة تجاه "مادة معينة" لا يستطيع بلعها ولو أتوا له بألف كوب ماء ..... نرى أنها سخيفة وعبارة عن طلاسم لا قبل لعقلنا أن يستوعبها ولا لقلوبنا أن تحبها .... تقول فى نفسك " اهو خلاص الترم هيخلص ومش هأشوفها تانى " .... نعم بعضها قد لا تراها مرة أخرى ولكن المشكلة الحقيقية تكمن لو كان هذا الشيء ( أو هذه المادة)هي أساس لدراستك ولن تستطيع أن تكمل في المجال من دونها ( كالبرمجة مثلا ) .... عندها ستكون النتائج أكثر من مجرد مادة أنجح فيها والسلام ....

حسنا دعنا نتفق في البداية أن الإنسان عادة لا يميل نحو ما هو مجهول بالنسبة له .... تجده يخاف منه .... يكرهه فمثلا لا يكره الظلام لأنه مخيف أو أنه مؤذى ولكن حقيقة أنه لا يرى ما وراء الظلام تضايقه كثيرا .... يعطى لعقله العنان أن يتخيل أبشع الصور والأشكال والوحوش رغم انه لو فكر قليلا سيجد انه ليس هناك ما يؤذى فعلا .... الشجاع فقط هو من يستوعب تلك الرسالة جيدا .... أنه ليس هناك ما يؤذى فعلا ....

كذلك الحال مع تلك المواد التي نجدها أسخف ما يكون وغير ممتعة على الإطلاق .... أتخيل أن
9 , 99 % من الذين يقولون ذلك لم يكلفوا أنفسهم بذل أي مجهود لفهمها ..... حتى لو فعلوا ستجد أنها محاولات ضعيفة للغاية لدرجة انك تشك أنهم حاولوا فعلا ..... هنا هو المكمن .... نحن لا نحبها ليس لأنها سخيفة.... إنما لأنها مجهولة لنا ....لا نحبها لأن حقيقة أن هناك غيرنا أفضل منا فيها تضايقنا ....رغم انك لو نظرت ستجد أن هذا الغير ليس بأكثر ذكاء منك .... أنما هو تعلمها وبذل فيها جهدا فأحبها وليس العكس


هنا ليس الحل هو أن أتمنى أن تذهب بلا عودة ... فهذا ضعف ..... أنما هو يكمن في كلمة واحدة التحدي .... أن تتحداها أنك لن تكوني صعبة على بعد الآن .... أتحداك أنني لن أسمح لك أن تكوني مصدر يضايقني .... أتحداك أن عقلي أستطاع أن يستوعب حقائق اكبر منك بمراحل فلن يصعب عليه كثيرا أن يستوعبك .....أنك لن تكوني بالنسبة لي كالظلام الدامس ... بل أنا من سيدير مفتاح النور كي يراك جيدا .... من يدرى!!!!!! ... ربما تكوني أصغر بكثير مما تخليت بل وربما أجدك جميلة كذلك

المشكلة تكمن في داخلك لا في داخل صفحاتها ..... وبالتالي فمفتاح الحل أيضا عندك أنت لا هي

هي لن تكون جميلة إلا إذا رأيتها كذلك .... لن تكون بسيطة وسهلة إلا عندما تراها كذلك .....

ولن يكون ذلك إلا أن تبذل جهدا لتتعلمها أولا .....





0 التعليقات: