الخميس، 2 مايو 2013

دراما الحياة




كنت قد قرأت يوما ما رواية مأساوية وعندما استيقظت اليوم التالى ومررت بمواقف الحياة العادية بدا ان الأمور درامية اكثر مما ينبغى وبدأت افكر فى الحب والكراهية وقسوة الأنسان وافكار هائلة للغاية فى مواقف تافهة بالفعل ... احيانا اتسائل من الأكثر مبالغة من الأخر ... الحياة أم الخيال !!!... تنتهى عادة القصص الخيالية بالنهاية المطلوبة والسعادة الأبدية او بأختفاء الشر من العالم ودمار بطل القصة ... لكن غالبا تكون الحياة اكثر منطقية وعدالة من القصة مهما حاولت ان ترضى الجميع .. الوغد يُمنح فرصة اخرى والبطلة ليست بذلك الصفاء والحب لا يكون مثاليا هكذا والعالم ليس قاسى بتلك الدرجة ...


ان الكون يمشى بنواميس وقوانين عادلة لا نفهمها سوى عندما ننظر للدنيا بمنظور الطير ... عندما تشاهد بداية حياة انسان وتقلباته ونتيجة افعاله على مر الزمان ... عندما تنظر فى امره وحال اهله وخبايا نفسه وداخل قلبه كى تدرك هل هو حقا سعيد كما يحاول ان يقنع الناس ام انه يدفع ثمن أخطائه بالفعل ...


احيانا يأتيك خاطر ان التلاعب والغش والتلون هو ما يفلح فى ذلك الزمن وان صاحب الألف وجه هو الذى يحصد كل شىء ... عندما تفكر فى ذلك تشعر بالعجز الشديد ... انك تمقت الكذب والنفاق وتحتقره لكنك تنظر فتجده يكسب وانت وحدك صاحب المبدأ تجلس تنعى الحظ والزمان ... عندما تفكر فى ذلك اعرف ان من يهمس فى اذنك الأن هو من يريدك ان تصبح صغيرا فى عين نفسك ... يريد ان يزين لك ان الصدق والشرف والضمير لا يساوون شيئا وهم فى الواقع كل شىء لكننا نتخلى عنهم بسهولة لأننا لا نعرف قيمتهم وما نتيجة فقدهم ...

الحياة صعبة على الفهم حقا لكن يطمئنك ان من يملكها عادل لا يُظلم عنده احدا ... لن يتركك تضل سوى عندما تعلم وتفهم ثم تختار انت الطريق لنهايتك .. لا يوجد ممر مظلم ولا موسيقى صاخبة تنطلق ورائك تدفعك نحو مصير لا تريده ...لا توجد يد مكتئبة تكتب قصة حياتك وتظل تطوح بك من ظلام لظلام ...


من خلقها وسواها وترك لها حرية الحياة هو الله عز وجل ... من جعلها ترى الشمس والنور كل يوم كى تدرك انه لم يفت الأوان لأى شىء طالما ان الحياة تتردد بداخلها بالفعل ...

0 التعليقات: