الجمعة، 15 يونيو 2007

تعلم كيف تنتقد



هل سبق أن أنتقدك أحد من قبل ؟ هل سبق أن قال لك أحد أن تغير من أسلوبك فى الحياة أو أن تغير من مظهرك أو ما شابه ذلك ؟ وما كان رد فعلك حينئذ ؟ هل تضايقت وقلت له: هذا ليس من شأنك وهذه حياتى ولن أسمح لاحد أن يتدخل فيها.. أم تقبلت النقد بصدر رحب وحاولت فعلا أن تفهمه وترى نفسك من خلال وجهة نظره وحاولت أن تصلح من نفسك .. دعنى أخبرك بشىء .. أنا فى أعتقادى أنه ليس هناك أحد يكره النقد .. ليس هناك أحد يكره أن يخبره شخص ما بعيوبه كى يصلحها .. أليس كل واحد منا يحب الافضل لنفسه ..
فلماذا اذن لا نتقبل نقد الاخرين؟


المسألة هنا تحتاج ألأى وقفة بعض الشىء... أذا فأين المشكلة.....لماذا نهرب من نقد الأخرين .... لا نحب أن نسمعه ولا نحاول حتى أن نسمعه .. أيكون العيب منا .. لا ليس فى كل الاحيان.. فهناك فرق شاسع بين النقد والهجوم .. النقد معناه أن تشعر الذى امامك بأنه شخص جيد وبه محاسن كثيرة ولكن للاسف هناك شىء فيه يغطى عليها وهذا شىء فى أمكانه أن يتخلص منه أذا أراد ذلك .. لم تهينه .. لم تجرح كبرياءه .. أعطيته أحساس بالامان والحب من جهتك فتجده يستمع اليك بكل جوارحه وتجده يناقشك بل ويطلب منك أن تعدد عيوبه كى يراها ويتجنبها.. لانه حينئذ شعر بأنه أنسان ليس بالسىء وأنه باستطاعته أن يكون أفضل من خلالك ومن خلال نقدك .. لكن الهجوم شىء أخر تماما .. الهجوم معناه أن تشعر الذى أمامك أنه أنسان ملىء بالنواقص والعيوب وأن وجوده زى عدمه وهلم جره من هذه الالفاظ التى لاتسهم فى شىء الا فى هدم الشخص الذى أمامك وجعله لا يطيقك ولا يطيق نفسه ولا يطيق الدنيا بأسرها .. خصوصا اذا كان هذا الهجوم قادم من شخص يحبه ويثق به .. قد تظن أنك تفعل ذلك لمصلحته ولكنك لا تدرى أنك تهدمه .. تهدم
شخصيته .. مشاعره .. ثقته بنفسه .. تجعله فعلا لا يحب أن يستمع اليك لانك بكل بساطة أظهرت أسوء ما فيه دفعة واحدة .. وكأنك تطلق عليه صواريخ أرض جو .. كأنك تقول له أنت كلك على بعضك فاشل بلا قيمة ومالكش لازمة .. تخيل شعورك عندما تسمع هذا الكلام .. هل عندها ستحب أن تسمع منه مرة أخرى .. جرائد المعارضة دائما تشكو من أضطهادها وعدم سماع مطالبها بل ومحاربتها وقمعها .. قد يكون من تنادى به صحيحا الى حد ما ولكنها تتبع أسلوبا خاطئا من البداية .. أسلوب الهجوم.. تبرز أسوء ما فى النظام الحاكم دون مراعاة أنه رغم كل شىء حاكم لابد أن تبدى بعض الاحترام له .. لن أقول أن تجامل أو تنافق ولكن يجب أن تفهم جيدا أنها تخاطب حاكما .. نعم هناك عيوب و هناك فساد كبير ولكن ليس بهذه الطريقة يكون النقد.. علىسبيل المثال .. تخيل والدك سكير ومقامر من الطراز الاول وكل يوم فى ملهى ليلى ( لا تفهمنى خطأ أنا أقول تخيل حفظ الله أبائانا وأمهاتنا من كل سوء)هل ستذهب اليه وتقول :
ما تفوق بقى من اللى انت فيه هتفضل كده لحد امتى حرام عليك .. وتعطيه قلمين.. هأنت تهز رأسك مستنكرا هذاالفعل .. لا بالطبع لن أفعل ذلك .. أنما سأكلمه بأحترام أنه أبى وسأنبهه الى خطأ ما هو في ولكن لن أفقد أبدا خيط الاحترام الذى بينى وبينه .. هل فهمت الان لما هى تعانى جرائد المعارضة .. لانها قطعت هذا الخيط والقته بعيدا....


صدقنى أنا فى بعض الاحيان أكون جالسة مع شخص أتحدث معه فى موضوع من الموضوعات العامة ثم اجده فجأة يقول لى : انتى شايفة انا وحشة فى ايه .. ايه عيوبى .. أليس هذا أكبر دليل أننا نحب أنا يخبرنا الاخرون بعيوبنا .. لكن المشكلة فى الطريقة التى تخبره بها .. هى عندما شعرت معى اننى احبها واحب الخير لها اطمئنت وسالتنى وما كانت ستفعل ذلك لو كانت تعرف اننى سأهاجمها بلا رحمة ولا شفقة .. أذا فالنقد فن يجب علينا أن نتقنه .. كيف ننبه شخصا ما لعيب فيه دون أن نجرح كبريائه أو نفقده ثقته بنفسه..
وهذا ليس بالامر الصعب ..


فقد تخيل نفسك مكانه وتخيل بأى طريقة أحب أن ينبهنى بها ...


عندها ستفهم جيدا معناه....


معنى النقد.....







0 التعليقات: