الأربعاء، 18 مارس 2015

الأوركسترا






اثناء تدربى على الجيتار كان هناك جزء يتعلق بالعزف الجماعى .. إن المجموعة كلها تعزف بشكل متناسق ولو واحد فيهم وقع لا يرتبك ويهتف قائلا :(انا وقعت استنونى يا جماعة) .. هو يركز وينتظر اللحظة المناسبة لحد ما يعرف يركب معاهم الموجة تانى .. لاحظت ان العزف لا يتوقف لمجرد انك فارقته .. ان الدنيا لن تقف لو يأست ووقعت .. انت لوحدك اللى هتقعد على جنب تبكى همك لو لم تقرر ان تنهض وتكمل الحياة .. اللى بيحصل ان كل عازف بيجى عليه وقت ويتعب ويترك المجموعة.. كل واحد له لحظة جسده وعقله ينهك وهى مختلفة فى التوقيت والتكرار وذلك لا يعيبه .. فى واحد عزف الاخرين يدفعه للتحرك .. فى واحد مستنى اللحظة المناسبة عشان يقدر يدخل ويتناغم مع السيمفونية .. وفى واحد وجد الموضوع صعب للغاية وقرر يترك الأمر برمته ويكتفى بمشاهدة الاخرين .. هى فى النهاية لا تتوقف ولا تنتظر .. هى فى النهاية سيمفونية متوازنة تزداد قوة وجمالا بك ..مش مهم تفضل تعزف للأبد لأن ده مش هيحصل .. المهم تتعلم ازاى تستعيد قوتك وتشحذ تركيزك لركوب الموجة فى الوقت المناسب ..

ملحوظة اخرى .. السيمفونية بتفرق بوجودك لما يكون اللحن اللى بتطلعه يختلف عن باقى العازفين .. مش فكرة قوته واجتهاده هو ممكن يبقى حاجة صغيرة جدا .. دقة طبلة .. سكسكة .. بس صوت تحس الأذن معاه انه اضاف رنة مختلفة عن الوتيرة العادية .. مش كلنا هنبقى الشخص ده ومش مهم برضه .. عازفى الوتريات مثلا بنفس اهمية عازف البيانو ليس هناك معنى للأوركسترا بدونهم ..  معنى الأختلاف ليس انك (مش زى أى حد) او انك بتعزف نغمة منفردة بل إنك تملك حرية الأختيار .. اختيار بتحب تعزف ايه بصرف النظر كام واحد فى الفرقة مثلك .. فى الاوركسترا ينصهر تماما مفهوم (الأنا) ويذوب كل عازف فيما يعشقه ..  ذلك يختلف كثيرا عن الثقافة السائدة حاليا التى تهتف بأسم الرجل الواحد ولكنه يتفق مع ما اعتقده فعلا (كالبنيان يشد بعضه بعضا) ..



0 التعليقات: